شهد رابع أيام لمهرجان الفيلم العربي "لما شفتك" وهران في الغرب الجزائري الذي تستمر فعالياته إلى غاية  كاون الأول/ديسمبر الجاري، عرض الفيلم الفلسطيني "لما شفتك"، لمخرجته آن ماري جاسر، التي سافرت بعيون وقلوب من تابع الفيلم الذي يحاكي مأساة اللاجئين الفلسطينيين، ونقلت عبر مشاهد مختلفة في المخيّم، حياة الذل والهوان التي يعيشها الفلسطينيون. تدور أحداث الفيلم حول نكبة 1967 ويوميات الطفل طارق (محمود عساف) وأمه غيداء (ربى بلال) في مخيم "الحرير" للاجئين وانتظارهم قدوم الوالد، حالة الضجر والمذلة في المخيم تدفع بطارق إلى المغادرة والالتحاق بمعسكر للفدائيين في الجبل. وللمرة الأولى في السينما يتم الإشارة إلى مشاركة الجزائريين في صفوف المكافحين من أجل فلسطين، من خلال تواجد شاب جزائري ضمن الفدائيين الذين قدّمهم مسؤول المعسكر لطارق. نجحت المخرجة في 96 دقيقة، من عمر الفيلم، في استقطاب اهتمام الجمهور الحاضر وتفادي السقوط في موضوع مستهلـك، باختيـار زاوية تناول ذكية، من خلال التركيز على يوميات طفل صغير والتطرق لقضية اللاجئين والعودة لأرض الوطن، حيث جسّـدت مشاهد المخيم حياة الذلّ والهوان التي يعشيها اللاجئون. كما يعيد الفيلم طرح إشكالية الكفاح المسلّح كسبيل وحيد لاسترجاع أرض فلسطين، عوض الاعتماد على السياسة والمفاوضات مع  المحتل الإسرائيلي، وتركت المخرجة نهاية الفيلم مفتوحة على مشهد طارق ووالدته وهما يعبران الحدود، وهو مشهد يجسد حلم كل فلسطيني في العودة إلى أرض الوطن. وتعود آن ماري جاسر إلى وهران خلال هذه الطبعة،  وسبق لها المشاركة في طبعة 2006 بفيلم "ملح هذا البحر"، بمضامين متشابهة حول اللاجئين ،العودة والأرض.