عبد الرحيم الحلبي

أثار الطفل  السوري عبد الرحيم الحلبي إعجاب لجنة تحكيم برنامج "ذا فويس كيدز"، بعد تأديته أغنية من التراث السوري مادفع المطربة اللبنانية نانسي عجرم لترك مقعدها والجلوس بجانبه وهو يغني لكي يختارها لتكون مدربته، كما جعل  أداء عبد الرحيم المطربين كاظم الساهر وتامر حسني يقفان  طويلًا ويصفقان  له.

وموهبة عبد الرحيم التي لفتت الأنظار إليها لم تكن وليدة مصادفة، وإنما كانت البداية في عمر سبعة أشهر، أي في بداية تعلّم النطق، إذ كانت عائلته تستمع للأغاني الطربيّة الأصيلة، وخاصّة "أمّ كلثوم"، فكان ينصت إليها ويصغي كما الكبار، ولدى إيقاف آلة التسجيل الموسيقيّة يتابع هو كلمتين من الأغنية بلفظٍ ولحنٍ واضحين، وهذا كان يثير إعجاب واستغراب العائلة جميعًا.

وعندما بلغ عبد الرحيم  بالتحديد خلال عمر العام إلى العامين، أصبح يغني مع أخيه الأكبر منه، الذي يمتلك صوتًا جميلًا أيضًا، فلاحظ أفراد عائلته ما لديه من تعلّق واضح في الغناء ونال التشجيع الكبير في المدرسة الابتدائية فكان الأول في مسابقات الغناء.

واشتهر عبد الرحيم من خلال فيديو صغير سجل له عبر الموبايل في مدرسته ليتمّ تناقله بصورة هستيريّة عبر صفحات التواصل الاجتماعي فيحصد مليونًا ونصف المليون مشاهدة في أقل من شهر، غنى فيه للفنان أديب الدايخ صاحب الأداء الصعب حتى على الكبار والمتمكنين في الغناء، لكنه كان بارعًا فيه بصورة مذهلة.

ومثّل الطفل عبد الرحيم فيلمًا قصيرًا يحمل اسم "بكرا"، وهو من تأليف وإخراج كريستين شحّود، ومن إنتاج 2015، ويتحدّث عن طفل موهوب في الغناء، ويفقد أهله في الحرب، ويسعى لكسب رزقه، فيحيا حياة الشقاء والطفولة معًا، والمشاهد تمّ تصويرها في دمشق.

وقدم عبد الرحيم أغنية من تأليف الفنان القدير حسام تحسين بك ومن تلحينه، في دار الأوبرا السوريّة، ولفتت انتباه الجمهور فكانت تثير دموع المستمع له، وشاهدنا هذا المشهد المتكرر حتى أثناء البروفات وقبل الحفل الذي قدّم بقيادة الأستاذ عدنان فتح الله، والأوركسترا العربيّة للغناء العربي، مع الأستاذ حسام الدين بريمو أيضًا.