الاتحاد الآسيوي

ستظل مباراة سيونجنام الكوري الجنوبي واتحاد جدة، في إياب الدور النهائي لدوري أبطال آسيا 2004، محفورة في ذاكرة الكرة السعودية والآسيوية والعالمية، باعتبارها واحدة من أبرز العودات التاريخية. كانت القارة الصفراء تستقبل بطولاتها الأهم على صعيد الأندية، تحت مسماها الجديد، دوري أبطال آسيا، والتي انطلقت عام 2003، بشغف منقطع النظير، واستطاع العين الإماراتي، أن يتوج باللقب الأول .وفي النسخة الثانية من دوري أبطال آسيا 2004، أبلى اتحاد جدة بلاء حسنا، وضرب موعدا في المباراة النهائية مع سيونجنام الكوري الجنوبي.

انتكاسة

كانت كل المؤشرات، تشير إلى تفوق سعودي مرتقب، يمهد لحسم اللقب من جولة الذهاب، اعتمادا على عنصري الأرض والجمهور، فالمباراة يحتضنها ملعب الأمير عبدالفيصل بجدة، وسط شغف وحماس منقطعي النظير. أتت الرياح بما لا تشتهي سفن الاتحاديين يوم 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2004، وسقط الفريق بثلاثية، سجلها للضيوف دينيس لاكتيونوف وكيم دو هون وجانج هاك يونج، فيما اكتفى أصحب الأرض بتسجيل هدف للمدافع رضا تكر. زلزال الثلاثية أطاح بالكرواتي توميسلاف ايفيتش المدير الفني لفريق اتحاد جدة، وكلفت الإدارة مواطنه دراجان تالاجيتش، الذي كان يعمل مساعدا للمقال، بمهمة قيادة الفريق في مباراة الإياب. بعد أيام من جولة الذهاب، وتحديداً في 1ديسمبر/ كانون الأول 2004، كانت التحديات كبيرة أمام اتحاد جدة، الخسارة على أرضه بثلاثية، الانتقال من اللعب في درجة حرارة ما بين 30 إلى 34 درجة مئوية إلى درجة حرارة 2 تحت الصفر، شهر رمضان وغالبية اللاعبين يفضلون الصيام، مدرب غير معروف، فظن السعوديون أن المباراة تحصيل حاصل، والكأس كورية. تالاجيتش (39 عاماً آنذاك) اتخذ عدة قرارات قلبت الأوضاع داخل الفريق رأسا على عقب، طلب من الإدارة السفر مبكراً بالفريق، لإبعاده عن أجواء جدة السلبية المشحونة بالغضب الجماهيري، وليعتاد اللاعبون على درجات الحراراة المنخفضة، وغير طريقة اللعب من 4 / 4 / 2  إلى 4 / 1 / 4/ 1.

ملحمة

بدأ اتحاد جدة المباراة بصورة جيدة، ونجح في افتتاح التسجيل عند الدقيقة 29 عبر رأسية رضا تكر، ثم أضاف حمزة إدريس الهدف الثاني في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع للشوط الأول. في الشوط الثاني، كان على سيونجنام اللعب بطريقة هجومية، ما منح لاعبي الاتحاد فرصة شن الهجمات المرتدة، وهو ما أثمر عن تسجيل الهدف الثالث في الدقيقة 56 بواسطة محمد نور، قبل أن يعود اللاعب نفسه ويحرز الرابع في الدقيقة 78. ثم سجل مناف أبو شقير الهدف الخامس في الوقت بدل الضائع، لينهي اتحاد جدة المباراة بخماسية نظيفة، توجته بأول لقب لدوري أبطال آسيا. وتفاخر الاتحاد القاري للعبة، بهذه الريمونتادا، عندما تغنى نظيره الأوروبي لكرة القدم، بعودة ليفربول وتوتنهام الإنجليزيين على حساب برشلونة وأياكس في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا في نسخة 2019.

قد يهمك ايضـــًا :

الاتحاد السوري يتعاقد مع التونسي معلول لتدريب المنتخب الأول

الارتباك يسيطر على فريقي الكويت والقادسية بعد مواعيد كأس الاتحاد الآسيوي