تقع أبو ظبي من الإمارات موقع القلب من الجسد، إذ تجسد ثقافة الإمارات العربية المتحدة تلك الدولة الشابة التي تخطو خطوات واسعة نحو الحضارة والرقي. وبينما تفخر الإمارات العربية المتحدة بالمدينة الأكثر شعبية في الوطن العربي والشرق الأوسط دبي، نجد أبو ظبي تنجح في انتزاع لقب العاصمة الثقافية للبلاد، إذ تحتوي على أطول مبنى في العالم، وهو جامع الشيخ زايد الكبير، إضافةً إلى أكبر مراكز التسوق في العالم. فمن منظور مسطح، يبدو المسجد شامخًا بشكله الساحر، إذ يشع بالضوء من جميع الاتجاهات، ويعكس الرخام الأبيض الناصع ما يقع عليه من ضوء، ليبدو الجامع الكبير للشيخ زايد يتلألأ وقت الظهيرة عندما تقترب من الزوال في العاصمة الفاتنة. ولقد بُني هذا المسجد الكبير العام 1996، وسمي باسم الشيخ زايد الزعيم الإماراتي الراحل الذي وحد الإمارات السبعة العام 1971 ويتوجه إليه آلاف المصلين لأداء صلاتهم قبل الذهاب إلى منازلهم في طريق العودة من العمل. ويحتوي المسجد على 82 مآذنة وقبة تعلوها حلية ذهبية اللون تزيد من تلألؤ الضوء الذي يسطع به المسجد. كما يحتوي المسجد على أكبر سجادة إيرانية يدوية الصنع في العالم والتي استغرق صناعتها عامين كاملين. وعلى العكس مما هو معروف عن المساجد، يرحب المسجد بجميع الزوار من غير المسلمين، ليتجولوا فيه بحرية طوال الوقت فيما عدا أوقات الصلاة بشرط أن يكون الزائر مرتديًا زيًا لائقًا. كما شهدت أبو ظبي محاولات عدة لتغيير الانطباع السائد في العالم عن الإمارات العربية المتحدة كأحد أهم الدول ذات المراكز الحضارية ومراكز التسوق في العالم. ومن بين هذه المحاولات استضافة سباق "فورميولا وان" جراند بريكس في العام 2009 مما مهد الطريق أمام جدول مزدحم بالبطولات والأحداث الرياضية التي تستضيفها المدينة الإماراتية الواعدة. وعبر جسر الخليفة، يمكن الوصول إلى جزيرة سعديات، وهي المنطقة التي تمثل أحد أركان المدينة الأساسية، إذ من المزمع أن تتحول إلى مركز ثقافي دولي. كما تحتوي الجزيرة على متحف لوفر أبو ظبي الذي صممه جين نوفيل والمقرر افتتاحه في العام 2015.  إضافة إلى كونها عاصمة ثقافية للإمارات، تحتوي أبو ظبي على عدد من الفنادق الفاخرة التي يتجاوز عدد غرفها 370 غرفة، يتقدمها فندق إس تي ريجيس الذي يحتوي على كل ما يتخيله السائح من خدمات خمس نجوم في الشرق الأوسط متضمنة الغرف، وأفراد الخدمة، وخمسة أحواض سباحة، وحمامات سباحة، وسبعة مطاعم فاخرة. ويضيف الفندق إلى مجموعة المزايا التي يتمتع بها، شاطئًا طويًلا خاليًا من جميع الأدوات المميكنة للإبحار، مثل الجيت سكي وغيره من مراكب مزودة بمحركات،  ليوفر الشاطىء أكبر قدر ممكن من الهدوء والاستمتاع بالطبيعة بلا إزعاج، وهو أيضًا ما يسمح بانتظام دورة حياة الكائنات البرية والبحرية في المنطقة، إذ يمكن للسائحين رؤية السلاحف البحرية أثناء اتجاهها إلى الشاطىء، لوضع البيض في الفترة من نيسان/إبريل إلى تموز/يوليو كل عام. ويمكنك الاستمتاع بشراب الكابوتشينو بحليب الإبل في لوكافيه في ردهة قصر الإمارات في أبو ظبي، ذلك الفندق الذي يمثل أيقونات العاصمة الإماراتية التي تتبعها 200 جزيرة في الخليج العربي تتوجها دانة الشرق دبي. ويوجد في أبو ظبي أيضًا نادي شاطىء مونت كارلو، وهو أول فرع للنادي يُفتح خارج مدينة موناكو الفرنسية، إذ تم افتتاح النادي على الشاطىء مباشرةً وسط وجود كثيف للنخيل وأعداد كبيرة من أفراد الخدمة الذين يقدمون العصائر والمشروبات والكوكتيلات النادرة للضيوف الذين يستلقون مستمتعين بالاستجمام والراحة على جانبي حوض السباحة.