لا شيء يفوق جمال الإبحار في يخت من يخوت الرفاهية، إذ يكتمل الإحساس المميز، ويجد الإنسان نفسه محاطًا بالطبيعة الخلابة بين البحر والسماء وأدوات الرفاهية والراحة والاستجمام والخدمة المميزة. هذا هو ملخص ما يمكن أن تكتشفه بنفسك عندما تبحر بين الجزر اليونانية مايكونوس، وسانتوريني ورودس، وأجملها جزيرة ديلوس التي تتوسط عددًا هائلًا من الجزر الصغيرة. وأهم ما يميز جزيرة ديلوس، أنها تلك المنطقة التي ظلت غير آهلة بالسكان لما يزيد على 2000 عام. وتكمن أهمية ديلوس في أنها حافلة بالآثار اليونانية، إذ يعتبرها الكثيرون مسقط رأس أبولو وآرتيميس وغيرهما من آلهة الحضارة الإغريقية القديمة. كما تمثل الجزيرة نقطة الالتقاء بين الحضارتين اليونانية والرومانية، إذ كانت تلعب دور المركز التجاري المشترك بين الإغريقيين والرومان، إذ التقت فيها السفن وناقلات البضائع عبر البحار، ليتم تبادلها بين الإغريق والرومان. وكانت الجزيرة أيضًا ميدانًا لمعركة من أشهر المعارك في تاريخ الدولة الإغريقية عندما غزاها الملك ميثريدايتس، وقتل أكثر من 20000 من أهل الجزيرة العام 88 قبل الميلاد. كما يقع في الجزيرة معبد أبولو الذي يحتوي على الأسود المصنوعة من الرخام، التي اعتقد الإغريق أنها تحرس المعبد مع غيرها من تماثيل الكائنات البدائية والأسطورية التي تشارك في حراسة المعبد وكأنها حية من فرط الإبداع في بنائها. كذلك الحال في جزيرة سانتوريني التي تعتبر من أقدم آثار العالم، إذ يرجع تاريخها إلى العام 1600 قبل الميلاد، وهي آثار من عاشوا على أرض الجزيرة حتى اجتاحها بركان دمر كل شيء. وتبلغ مساحة الجزيرة 23 ميلًا "أربعة أضعاف مساحة جزيرة كراكاتوا" ودمر أيضًا الحضارة المينوسية في جزيرة كريت التي تبعد 80 ميلًا عن سانتوريني. ومن المشاهد الخلابة على الجزيرة أيضًا أبراج كالديرا التي ترتفع 1000 قدم عن سطح البحر، وإلى جانبها تظهر المنازل البيضاء التي تضفي المزيد من الجمال على المشهد. كما يقع على ظهر سانتوريني مزار أكروتيري الذي يحمل بين جنباته آثار العصر البرونزي.