تمثل النفايات الالكترونية في الوقت الحاضر مشكلة أصبحت تؤرق العالم بسبب المخاطر البيئية والصحية التي تحدثها نتيجة لتراكمها وتقادمها وصعوبة التخلص منها أو إعادة تدوير بعض موادها وهو ما مثل تحديا أمام الدول المتقدمة وان كانت الدول النامية اشد ضررا. وتشير التقديرات عالمياً بأنه يتم إنتاج ما يقرب من 20-50 مليون طن سنوياً من النفايات الالكترونية ، وهو ما يمثل 1-3٪ من حجم النفايات البلدية في العالم(ويشحن حوالي 75-80% من هذه الكمية إلى دول أفريقيا وآسيا لإعادة التدوير أو التخلص منها)، وغالباً في هذه البلدان لا يتم إعادة تدوير لهذه النفايات كما انه لا يوجد احتياطات تحافظ على صحة البيئة وصحة العاملين مما يجعلها تشكل تهديدات خطيرة للماء والطعام والهواء في هذه الأماكن نتيجة لتلوث التربة فتؤثر على صحة الأطفال والعاملين في هذه الأماكن. وقد باتت تلك الأجهزة تحيط بالبشر من كل جانب وفي كل مكان وكل منزل سواء أكان عادياً أو معاصراً، لتصبح مخاطرها أكبر مع الزيادة المصحوبة بالنمو السريع للتكنولوجيا والتي أدت إلى قصر عمر المنتج وبالتالي الحاجة للاستغناء عنه وامتلاك آخر جديد متوافقا مع التطورات الحديثة. وما يزيد الامر صعوبة وتعقيدا ان الخبراء والمختصين انفسهم منقسمون في تصنيف هذه النفايات الإلكترونية فالبعض يصنفها وفقا إلى الحجم في ثلاث فئات رئيسية آلات كهربائية منزلية كبيرة الحجم كالثلاجات وغسالات، أجهزة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ك ال"PC "وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وأجهزة الرصد وكاميرات المراقبة بالإضافة إلى الصنف الثالث والمتمثل في أجهزة المعدات الاستهلاكية كأجهزة التلفاز TV ، بينما يعتمد الآخرون على الألوان في تصنيفهم حيث يرون ان هناك "السلع البيضاء"، التي تتألف من الأجهزة المنزلية مثل مكيفات الهواء، وغسالات الصحون والثلاجات والغسالات، 'السلع البنية "التي تتألف من أجهزة التلفاز، والكاميرات، وكاميرات الفيديو، وأخيرا 'السلع الرمادية،' كأجهزة الكمبيوتر والطابعات وأجهزة الفاكس والماسحات الضوئية وغيرها. ويؤكدون أن السلع الرمادية هي أكثرها تعقيدا نسبيا في إعادة التدوير بسبب تكويناتها السامة. وكان العمر الافتراضي للكمبيوتر عام 1997 يقارب ال7 سنوات بينما الان لا يزيد عن 3سنوات، وهذه الحقيقة قفزت بالنفايات الالكترونية بأوروبا إلى ثلاثة أضعاف حجمها مقارنة مع النفايات الأخرى.