تسببت آفة "سوسة النخيل الحمراء" بخسائر للمزارعين في قطاع غزة تجاوزت 250 ألف دولار بعد انتشارها في مزارع المواطنين للعام الثاني على التوالي. وأوضحت وزارة الزراعة في غزة أن خسائر مزارعي النخيل بلغت لهذا الموسم نحو 100 ألف دولار، بنحو ضعف ما أحدثته تلك الآفة خلال موسم العام الماضي، إلى جانب تكلفة مكافحتها من المبيدات والطرق الوقائية. وقال مسؤول وقاية النبات والحجر الزراعي بالوزارة زياد حمادة في تصريحٍ لوكالة "صفا" الاثنين إن طواقم الوزارة تمكنت من إتلاف 1600 نخلة تقريبًا منذ ظهورها قبل 15 شهرًا، بينها 1100 نخلة لهذا الموسم. ولفت حمادة إلى أن تلك الآفة تتسبب بإضعاف انتاج النخيل من البلح بشكلٍ ملحوظ في حال الإصابة المتوسطة، مشيرًا إلى أن السوسة يمكن أن تقضي على أشجار النخيل تمامًا وتتسبب بنفوقها. يشار إلى أن السوسة يمكن أن تتحمل درجات حرارة عالية ومنخفضة، وهو ما يفسر نجاحها في إتلاف الكثير من مزارع النخيل في المنطقة العربية. ولفت حمادة إلى أن السوسة الحمراء يمكن أن تقطع مسافة تزيد عن الألف متر بحثًا عن مصدر تغذيتها، وهو ما يضاعف انتشارها في المناطق الزراعية المحيطة للبحث عن جذوع نخيل تكون ضحايا جديدة. والآفة المذكورة هي عبارة عن حشرة من رتبة "غمدية الأجنحة"، كبيرة الحجم، لها خرطوم طويل عند مقدمة الرأس ينتهي بأجزاء فم قارصة قوية، والحشرة ذات لون بني، ويوجد على الحلقة الصدرية بقع سوداء، ويبلغ طولها "2.5-2 سم"، ويتميز خرطوم الأنثى منها بأنه أطول من الذكر. وبلغت نسبة الإصابة في بعض مزارع النخيل أكثر من 90% من محصول المزرعة الواحدة مثل محافظة دير البلح، في حين بلغت أعلى نسبة إصابة قرب المنطقة الحدودية برفح، وهو ما يفسر انتقال العدوى من مزارع الأراضي المصرية، وفق حمادة. وكان وزير الزراعة بغزة علي الطرشاوي أكد قبل أسبوع أن وزارته شكلت لجنة طوارئ لمكافحة الآفة ومازالت في حالة استنفار، لافتًا إلى أن الآفة أصبحت مستوطنة وتهدد قطاع النخيل برمته مالم تتكاتف الجهود لمكافحتها بأسرع وقت وقبل فوات الأوان. كما فرضت وزارة الزراعة حظرًا منذ العام الماضي على استيراد فسائل النخل خشية تضاعف الإصابة، مشيرًا إلى أن طواقم الوزارة حاليًا لا تتردد بإتلاف أشجار نخيل لمزارع بأكملها حال استفحال الآفة في جذوع تلك الأشجار.