بانت في الأفق نظريات كثيرة ترجح أسباب انقراض الديناصورات، ومنها فكرة اصطدام كويكب فضائي بالأرض. وبحسب دراسة حديثة يعتقد أن هذا التصادم قد أدى أيضاً إلى إلحاق دمارٍ شديد بأنواع السحالي والثعابين، بما فيها سحلية اكتشفها علماء من جامعتي ييل وهارفرد، أخيراً، وأطلق عليها اسم سحلية «أوباماندون» النحيلة ذات الفك، وجاء الاسم تيمناً بالرئيس أوباما أيضاً. وسحلية «أوباماندون» هي من فصيلة تتضمن أكثر من 40% من أنواع السحالي التي تعيش في شمال أميركا، وتتميز بطولها وأسنانها الصغيرة، إضافةً إلى وجود نتوءات كثيرة على مركز الجسم، وهي مفصولة عن النتوءات الموجودة على حد الفك. وبلغ طول السحلية المكتشفة أقل من قدم، ومن المرجح أنها تتغذى على الحشرات. وأشارت دراسات حديثة إلى تأثر بعض أنواع السحالي والثعابين إلى جانب حيوانات وطيور وحشرات ونباتات أخرى بفعل هذا التصادم الذي ضرب الأرض قبل 65,5 مليون سنة، في عصر شبه جزيرة يوكاتان. وفي المقابل أثبتت دراسات أخرى أن آثار هذا التصادم قد أثرت وبشكل كبير وخطير على السحالي والثعابين، تحديداً، ما نتج عنه نفوق 83% من أنواعهما. وجاءت النتائج السابقة وفق بحث دقيق لنحو 21 مستحاثة لأنواع معروفة من الثعابين والسحالي الموجودة في غرب أميركا الشمالية والممتدة من نيو مكسيكو إلى ألبيرتا بكندا. إلى جانب اكتشاف 9 أنواع جديدة منهما. ويقول أحد المشاركين في بحث التنقيب: إن الثعابين والسحالي نافستا الديناصورات من حيث التنوع، ما يجعل من ذلك العصر «عصر السحالي» بقدر ما هو «عصر الديناصورات». وأجرى العلماء تحليلاً مفصلاً للعلاقات بين هذه الزواحف، ليتبين انقراض الكثير من فصائل الثعابين والسحالي في نهاية العصر الطباشيري، والذي جاء عقب الاصطدام السالف ذكره. وأحد أهم الاكتشافات في هذا المجال هو معرفة أن الزواحف المنقرضة تمكنت من بناء علاقات وثيقة، وتم معرفة ذلك من خلال شظايا الفك المفتتة وبشكل كبير، حيث كان حدوث هذا الأمر مستحيلاً لأي كائنات أخرى باستثناء الثديات.