نجح فريق علماء أحياء دولي من جامعتي كاليفورنيا وتورنتو في تحديد بعض مواد الدماغ الكيميائية التي هى وراء بقاء نصف دماغ حيوان الفقمة مستيقظًا، والآخر نائمًا، وذلك خلال فترة النوم. وقد تؤدي نتائج الدراسة لتفسير الآلية البيولوجية التي تتيح بقاء الدماغ نشيطًا خلال ساعات الاستيقاظ، والعكس عندما يخمد نشاطه نهائيًا أثناء النوم. ويقول الأستاذ من جامعة تورنتو، "جون بيفر": "إن حيوانات الفقمة مذهلة بيولوجيا، حيث تنام بنصف دماغها فحسب. فالجزء الأيسر من الدماغ يملك القدرة على النوم، أما الأيمن فيبقى نشيطًا". وتطبق الفقمات قاعدة النوم السابقة فقط عندما تكون في الماء، لكنها تنام بشكل طبيعي، كالبشر، عند تواجدها على اليابسة. وعن طريق قياس كيفية تغيير المواد الكيميائية المختلفة في جانبي النوم واليقظة من دماغ الفقمة، تم التوصل إلى أن مستويات مادة "أستيل كولين" الكيميائية، هي مادة مهمة في الدماغ، كانت منخفضة في الجانب النائم، وبالمقابل، كانت تلك المستويات عالية في الجانب المتيقظ أو النشط. وتقترح النتائج الأخيرة أن مادة "أستيل كولين" قد تكون هي الدافع لنشاط الدماغ في ذلك الجزء. ومن جهة أخرى، رصدت الدراسة حضور مادة كيميائية أخرى، (سيروتونين)، بمستويات متساوية في كلا الجزأين من دماغ الفقمة، سواء كانت نائمة أو مستيقظة. ليكون ذلك بمثابة مفاجأة لأنه لطالما اعتقد العلماء أن مادة السيروتونين هى سبب بقاء الدماغ مستيقظًا.