أنّ الملابس هي طريقة إظهار شخصية الإنسان إلى الخارج؛ فالأناقة وحسن المظهر وإظهاره بالشكل اللائق من دون إفراط أو تفريط هي دلالة الشخصية، مبيّناً أنّ هناك من يبالغ في إظهار نفسه بالطريقة الإسقاطية حيث يعاني من نقص داخلي فيحاول أن يظهرها بالملابس المبالغ فيها، مشيراً إلى أهمية ارتداء الملابس التي تدل على أناقة الشخص ونظافته بشكل متوازن، فالإفراط غير مقبول وكذلك إهمال الشكل الظاهري، والمظهر الخارجي يعبر عن شخصية الإنسان من خلال الملابس يظهر تفكير الإنسان وأسلوبه في الحياة. وقال إنّ الزي الوطني هو موروث ثقافي يعبر عن شخصية الإنسان، فهناك ملابس فضفاضة وهناك ملابس أخرى ظهرت مطرزة أو بأشكال معينة للفت النظر، إلاّ أنّ موروثنا الثقافي في دول الخليج له خصوصيته في شكل الملابس، فعلى سبيل المثال هناك من ينتقد من يأتي إلى عمله بثوب فقط دون أن يرتدي الشماغ، حيث يُعتبر ذلك غير مقبول اجتماعياً، فهذا الموروث الثقافي أصبح متمرساً بثقافة المنطقة نفسها، ففي المنطقة الغربية -مثلاً- هناك الكثير من الشباب من يمشي في الأسواق بثوب فقط بدون "شماغ"، ولكن في منطقة حائل -مثلاً- يحرص الشاب كثيراً على أن يرتدي الثوب مع الشماغ، ولابد أن يكون "العقال" مائلاً جهة اليمين، فذلك يعبر عن ثقافة الشخص، ويعبر عن طبيعة المجتمع في تلك المنطقة، ويمنح الشخص انسجاماً مع المجتمع، مبيّناً أنّ ذلك ينطبق على بعض الزائرين الذين نتعرف عليهم من خلال ملابسهم. وأضاف "د.الغامدي" أنّ الملابس معيار لأخلاقيات الإنسان وقناعاته، فمن الممكن الحكم على المرء من خلال ما يرتدي من الملابس، فالملابس تمثل شخصية الإنسان مثل التوقيع تماماً، موضحاً أنّ من يرتدي الملابس الغريبة لا ينبع ذلك من التمرد، بل إنّه جزء من الشخصية، فهناك من يحاول أن يتأنق بطريقة واضحة؛ لأنّه يريد أن يلفت أنظار الآخرين، فالموروث الثقافي الذي نعيش فيه منسجم مع بعضه، والجميع يرتدي ذات الثوب بذات الشكل بخلاف الملابس الإفرنجية التي من الممكن أن يكون فيها تجديد، مبيّناً أنّ هناك حالات يكون الموروث الاجتماعي لدينا في الملابس غير مقبول، فهناك من ينظر إلى الرجل الأجنبي الذي يرتدي البنطال والقميص ويشعر بأنّه أفضل من حيث الراحة، ونتج عن ذلك شيء من التمرد على الموروث، ومما يثبت ذلك التناقض الذي يحصل حينما تسافر بعض السيدات إلى الخارج فتظهر بشكل مختلف. وأشار إلى أنّ ملابس المرأة تعكس مدى قناعاتها بذاتها من خلال إظهار جمالها أو جزء من مفاتنها عن طريق الملابس، ولكن لايوجد مقاييس محددة للحكم على المرأة من خلال ملابسها، فمن الصعب الحكم على من ترتدي "البنطال" بأنّها متحررة، فالنساء جميعاً يحببن إظهار جمالهن عن طريق اختيار الملابس المختلفة، حيث تختلف خصوصية المرأة عن خصوصية الرجل، فالرجل ليس هناك تعدد في ملابسه، وجميعها تدور حول "الثوب" و"السروال" و"الفانيلة"، فخياراته محدودة، وإذا خرج خارج هذه الخيارات فذلك يعني بأنه يغرد خارج السرب بخلاف المرأة. وأوضح "د.الغامدي" أنّ كثرة ملابس المرأة واختيارها جزءاً منه يحمل محاكاة لشخصية معينة أو لصورة معينة أو لشكل معين، فهناك على سبيل المثال ملابس ترتديها بعض السيدات لا تتناسب مع المرحلة العمرية لها، حيث تجد إمرأة في الخمسين ترتدي ثوباً قصيراً، فتحاول أن تثبت للآخرين بأنّها لم تكبر وما زالت ترتدي ملابس الشابات، فالملابس لها حدود بما يتناسب مع عمر الإنسان، فمن يرتدي ملابس لا تتناسب مع السن؛ فإنّ ذلك يعكس جانباً نفسياً فيه، ويكشف وجود نقص بداخله، لافتاً إلى أنّه ليس هناك نوع من الملابس تجلب السعادة لصاحبها حيث تأتي من الداخل، فمن يشعر بالسعادة بسبب نوع من الملابس؛ فإنّ ذلك سببه الاعتقاد الداخلي، فالبعض يعتقد بأنّه حينما يرتدي ثوباً جديداً ويظهر بأناقة كبيرة فإنّ ذلك يمنحه شعوراً بتقدير الذات، فيشعر بالسعادة وذلك حالة طبيعية، فالشخص الذي يحاول أن يتأنق ليستجدي مدح الآخرين له فهو يبحث عن تقدير الذات، من خلال المظهر ولكن الأهم أنّ هذه سعادة وقتية ولكن السعادة الحقيقة هي التي نستجديها من الداخل فالسعادة في مدى الرضى عن الذات.