باريس - مارينا منصف
بدأت الاختبارات على قناع على غرار "ستار تراك" على المرضى في أوروبا الفاقدين للبصر، وتعتمد هذه التقنية على ما يعرف باسم تعديل العمليات العصبية من خلال ارسال كهرباء من شريحة لتحفيز الجهاز العصبي لاستعادة البصر.
وأطلق على هذه التقنية الجديدة اسم "ايريس الثاني" والتي صنعتها الشركة الفرنسية "بكسيون فيغن"، وأعلنت اليوم أن المنظمين أخذوا الاذن في اجراء اختبارات على الاختراع بمساعدة 10 مرضى في مستشفى مورفيلدز للعيون في لندن.
وتجري تجارب أخرى لنفس التقنية في فرنسا وألمانيا والنمسا، وتتضمن التجربة البريطانية مرضى يعانون من التهاب الشبكة الصبغي ومتلازمة الحاجب وضمور القضبان المخروطية، وتنكس المشيمة الذي يمكن أن يؤدي الى العمى.
وأوضح مستشار العيون الدكتور ماهي موكيت الذي يقود التجربة في مورفيلدز " نحن متحمسون للمشاركة في التجارب السريرية لايريس الثاني، وستكون بريطانيا هي الموقع الاول لأجراء التجارب، ويمكن للمرضى الذين يعانون من العمى الاستفادة من خيار زرع شبكية العين الذي يحتمل أن يحسن النتائج البصرية."
ويجري تطوير عدد من أنظمة زرع شبكية العين في عدد من الشركات والمؤسسات الخاصة في جميع أنحاء العالم، وتحتوي ايريس الثاني على رقاقة من السيلكون الصغيرة التي تضم 150 قطبا كهربائيا تزرع على شبكية العين، وكاميرا فيديو مدمجة مع النظارة ترسل صور الى جهاز كومبيوتر ذكي الذي يحولها الى اشارات كهربائية، وتنقل هذه الاشارات لاسلكيا الى الأقطاب المزروعة التي تحفز بدورها العصب البصري.
ويتعلم المرضى بعد العملية طريقة استخدام النظام، وتمكنهم في البداية من رؤية الأشكال بالأبيض والأسود والرمادي. ولم يحدد موعد انطلاق التجارب التي وافق عليها هيئة تنظيم الادوية ومنتجات الرعاية الصحية في بريطانيا.
وأصبحت جراحة زرع الشبكية للأشخاص المصابين بالعمى تماما متاحة، ولكن نوعيتها ليست جيدة بما يكفي للعمل في العديد من الحالات في العالم الواقعي، وتقول الشركة الفرنسية ان اختراعها قادر على اعادة البصر للفئران الى مستوى 20/250 وسيتيح هذا رؤية أكبر الخطوط في اختبار البصر.
وتزعم الشركة انها ستكون قادرة على الحصول على قوة بصر 20/120 والتي ستكون قفزة هائلة الى الأمام اذا تحققت.
واستطاعت شركة "سيكند سايت" الحصول على موافقة ادارة الاغذية والعقاقير لأول مرة لإجراء تجارب من هذا النوع قبل عامين، وحققت قوة رؤية 20/1300، ولاستخدام التقنية الجديدة يجب على الجراح أولا زراعة رقاقة السيلكون الصغيرة مع 150 قطبا على شبكة العين، وعندما يضع المريض النظارة السوداء فان الكاميرا ترسل صور الى جهاز الكومبيوتر الذي يحولها الى شعاع في العين مما سيحفز العصب البصري ويحمل الصورة الى الدماغ.
وسيحظى المرضى بعد الجراحة الى تدريب لتفسير الصور الجديدة في ادمغتهم والتي غالبا ما تكون باللون الأسود والأبيض والرمادي، واستطاع برنامج تجريبي صغير للنظام تقديم نتائج واعدة.