بدأ إقليم كردستان العراقي تصدير النفط الخام إلى الأسواق العالمية مباشرة عبر تركيا، في خطوة تعطي الإقليم المزيد من الاستقلالية، وتبعد النفط عن سيطرة الحكومة المركزية. وقالت مصادر في قطاع النفط، إن تصدير الخام إلى جانب كميات صغيرة من المكثفات يظهر تزايد شعور الإقليم شبه المستقل بخيبة الأمل تجاه بغداد مع سعيه نحو تعزيز استقلاله الاقتصادي. وكمية الخام المصدرة قليلة، لكن المصادر أكدت أن التصدير المباشر له أهمية رمزية كبيرة مع سعي كردستان لمزيد من الاستقلال المالي عن بغداد. وذكرت مصادر في قطاعي الشحن والنفط أن أول شحنة سلمت بالشاحنات إلى ميناء مرسين التركي على البحر المتوسط. وقال رئيس شركة جينيل إنرجي محمد سبيل في مقابلة «أعطتنا حكومة إقليم كردستان الإذن لبدء تصدير الخام من حقل نفط طق طق». والسيطرة على النفط هو موضع نزاع بين حكومة بغداد وحكومة كردستان في الشمال، وتصر بغداد على أنها تملك الحق الدستوري منفردة في تصدير النفط. وأوقفت حكومة كردستان الشهر الماضي شحن الخام عبر خط أنابيب إلى تركيا تسيطر عليه بغداد بسبب تجدد النزاع على المستحقات النفطية في ما يبدو. وبدأت كردستان تصدير المكثفات بشكل مستقل عن بغداد إلى الأسواق العالمية في أكتوبر بالشاحنات إلى ميناء تركي، حيث تبيع الصادرات من خلال وسيط. والآن أضافت كردستان الخام من حقل طق طق، حيث تملك جينيل المدرجة في لندن حصة إلى قائمة الصادرات. وقال مصدر في قطاع الشحن، إن شحنة مكثفات جديدة جاهزة أيضاً للبيع من خلال مناقصة وشيكة. وتعتقد مصادر بالقطــاع أن نـحـو 15 ألف برميل يومياً من المـكــثفـات من حقل غاز خور مور تصل ميناء طوروس في تركيا. وصادرات النفط من طق طق منخفضة أيضاً حالياً. وترسل تركيا في المقابل منتجات مكررة إلى المنطقة الكردية التي تعاني من نقص الوقود. وقال العراق الشهر الماضي، إنه لن يدفع أموالاً لشركات النفط العاملة في كردستان لأن الإقليم لم يصدر الكميات التي تعهد بتصديرها بموجب اتفاق بينهما. وبموجب الاتفاق تم تحديد هدف للصادرات عند 200 ألف برميل يومياً لآخر شهرين في 2012 وتعهدت السلطات الكردية بزيادتها إلى 250 ألف برميل يومياً في 2013. لكن الصادرات النفطية الكردية توقفت منذ منتصف ديسمبر تقريباً بعدما اقتربت من مستوى 200 ألف برميل يومياً في مطلع ذلك الشهر.