القدماء المصريين

أكد خبير الآثار المصرية، وعضو اتحاد الأثريين المصريين،علي أبو دشيش، أن مهنة الطب عند القدماء المصريين كان لها شأن عظيم ومكانه رفيعة، حيث يعتبر الفراعنة هم أول من عرفوا أسرار الطب، بالإضافة لاكتشافهم العقاقير وكانوا يستطيعون علاج الأمراض.

وأضاف أبو دشيش، أنهم أول من أنشئوا الجامعة في مصر القديمة، وكان يدرس بها أغلب العلوم الطبية، وتسمى "بر عنخ"، كما عرفوا فن التشريح، واستطاعوا معرفة مواقع النبض بجسم الإنسان وكيفية الإحساس به وربطه بالمرض، فضلًا عن معرفة كافة أجزاء جسم الإنسان الداخلية، حتى وصلوا إلى الجهاز العصبي والربط بين الخلايا العصبية وأجزاء الجسم المتصلة بكل خلية واستغلوا هذا في تخدير الأجزاء المتصلة بكل خلية وذلك بوخز هذه الخلايا بإبرة يكون من آثارها تنميل أو تخدير الجسم المتصل به وهذا ما يعرف في عصرنا الحالي بالإبر الصينية.

وأوضح أبو دشيش، أن الفراعنة استطاعوا إجراء عمليات جراحية خطيرة في جسم الإنسان، كما استخدموا الحقن لإدخال السوائل في راس المتوفى عند تحنيطه، كما أثبتت دارسة بعض البرديات أن الفراعنة أول من استخدموا الحقن الشرجية، واقتبسوها من طائر "ابي قردان"، والذي كان يأخذ الماء بمنقاره ويقوم بدفعها في مؤخرته عند شعوره بالإمساك.

ونشرت مجلة "العلوم الاسكندنافية"، تقريرًا خاص  لعلماء باحثين من جامعة "كوبنهاجن" كشفوا أن الفراعنة برعوا كثيرًا في المعرفة الطبية، في عدد من التخصصات المختلفة.

وكشف هؤلاء العلماء مخطوطات فرعونية بنص طبي قديم حيث وجد مكتوب بها أسرار "دفينة" تبرر سر تفوقهم في هذا المجال منذ زمان بعيد، كما أنه كانوا يشخصون ويعالجون مختلف الأمراض بطرق مبتكرة، مثل الحمل ومعرفة نوع الجنين وعلاج أمراض العيون.

وقال عالم المصريات، كيم ريهولت، إن المخطوطات التي وجدت نادرة، ولا تتحدث فقط عن المعلومات الطبية لكنها أيضًا، تكشف معرفة الفراعنة بعلوم "التنجيم والنبات والفلك"، وظلت الوصفات الطبية التي كان يستخدمها الفراعنة حتى 200 عام قبل الميلاد.

وأشارت "آمبر ياكوب"، أحد المشاركين في ترجمة المخطوطات، إلى أن الفراعنة كانت لديهم دراية كبيرة بطريقة عمل كل عضو في جسد الإنسان، وهو ما منحهم قدرة كبيرة على معرفة كيفية تشخيص الأمراض وعلاجها.