جهاد الخازن

قال البهراني:

النحو يصلح من لسان الألكن / والمرء تعظمه إذا لم يلحنِ

فإذا طلبت من العلوم أجلّها / فأجلها منها مقيم الألسن

وقال علي بن بسّام:

رأيت لسان المرء وافد عقله / وعنوانه فانظر بماذا تعنون

فلا تعد إصلاح اللسان فإنه / يخبر عما عنده ويبين

ويعجبني زيّ الفتى وجماله / فيسقط من عيني ساعة يلحن

على أن للأعراب حداً وربما / سمعت من الأعراب ما ليس يحسن

قال المعري:

أين امرؤ القيس والعذارى / إذ مال من تحته الغبيط

له كميتان ذات كأس / تزبد والسابح الربيط

يباكر الصيد بالمذاكي / فينأس الموحش الهبيط

استنبط العرب في الموامي / بعدك واستعرب النبيط

وقال أحدهم:

خذها اليك وصية / لم يوصها قبلي أحد

غراء حاوية خلاصات / المعاني والزبد

نقحتها تنقيح من / مَحَض النصيحة واجتهد

واعمل بما مثلته / عمل اللبيب أخي الرشد

وقال غيره:

ما الدهر إلا الربيع المستنير إذا / أتى الربيع أتاك النَّوْر والنُّور

فالأرض ياقوتة والجو لؤلؤة / والنبت فيروز والماء بلور

وقال آخر:

أخو العلم حيّ خالد بعد موته / وأوصاله تحت التراب رميم 

وذو الجهل ميت وهو ماشٍ على الثرى / يُظنّ من الأحياء وهو عديم

وقال شاعر:

وكأن محمر الشقيق / إذا تصوب أو تصعد

أعلام ياقوت نشرن / على رماح من زبرجد

وقال غيره:

ظللنا عند دار أبي أنيس / بيوم مثل سالفة الذباب

وقال شاعر آخر:

وبدا الصباح كأن غرته / وجه الخليفة حين يُمتدح

وقال الوزير المهلبي:

الشمس من شرقها قد بدت / مشرقة ليس لها حاجب

كأنها بوتقة أحميت / يجول فيها ذهب ذائب

وقال شاعر آخر:

ليل وبدر وغصن / شعر ووجه وقدّ

خمر ودرّ وورد / ريق وثغر وخدّ

وقال أبو البراء الدمشقي:

كأن الدراري والهلال ودارة / حوته وقد زان الثريا التئامها

حباب طفا من حول زورق فضة / بكف فتاة طاف بالرّاح جامها