أضاء وزير الداخلية والبلديات الوزير مروان شربل شجرة ميلاد عملاقة عند مستديرة النيني، أول شارع عشير الداية في مدينة طرابلس، للتعبير عن وجه الفرح في المدينة واعتبارها مدينة للمسلمين والمسيحيين، وسط مشاركة وحضور ممثل عن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ووزير الاقتصاد نقولا نحاس ونواب المدينة الحاليين والسابقين. كما حضر الاحتفال أيضا راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة، الشيخ نبيل رحيم، الأرشمندريت جبرايل ياكومي ممثلا عن راعي أبرشية طرابلس وتوابعها للروم الأورثوذكس المطران أفرام كرياكوس، رئيس اتحاد بلديات الفيحاء رئيس بلدية طرابلس نادر الغزال، رئيس بلدية الميناء الدكتور السفير محمد عيسى، أمين عام اتحاد الغرف اللبنانية توفيق دبوسي، وحشد من النقباء ورؤساء جمعيات وهيئات المجتمع المدني ورؤساء المؤسسات التربوية الجامعية في الشمال. وكان شربل قد توجه فور وصوله إلى طرابلس إلى سرايا المدينة، حيث أدت له في باحتها التحية ثلة من قوى الأمن الداخلي، في حضور قائد منطقة الشمال الاقليمية العميد محمود عنان وقائد سرية درك طرابلس العميد بسام الأيوبي ومشاركة ضباط قوى الأمن الداخلي في الشمال. وفي قاعة الاستقلال ألقى رئيس مركز الرأي اللبناني للدراسات جوني نحاس كلمة أكد فيها أن "المناسبة ليست إضاءة شجرة ميلاد في طرابلس، بل لإظهار الوجه الحقيقي والعيش المشترك للمدينة والتأكيد على أن كل ما يقال عن طرابلس ليس صحيحا، فهي كانت وستبقى رمزا للعيش المشترك الواحد بين الأطياف والطوائف". وألقى شربل كلمة قال فيها: "أهلا بكم مسيحيين ومسلمين، خصوصا وأن الأعياد تجمع دائما ولا تفرق. وما أراه أمامي اليوم لم يفاجئني لأنني عشت في هذه المدينة وكنت أبكي كلما أغادرها ولا زلت حتى اليوم أبكي لأنني غادرت طرابلس. فمن يأتي إلى هذه المدينة يرى عند مدخلها عبارة "قلعة المسلمين"، هذا ليس صحيحا، لبنان كله قلعة المسلمين والمسيحيين. وعندما تتعرض المدينة لأي أمر فإن المسيحيين سيهبون للدفاع عنها كما سيكونون مع إخوانهم المسلمين في خط الدفاع عن لبنان الذي سيبقى متراسا لكل اللبنانيين. وأضاف: "أتمنى لكم عيدا سعيدا، ليس هذا العيد فقط، إنما في كل الأعياد الإسلامية والمسيحية. وأعتقد أن خلاص لبنان سيكون في العام 2013 رغم تشاؤم الكثيرين من الرقم 13، ونحن سنغير هذه النظرة التشاؤمية وسنجعلها نظرة تفاؤلية للبنان. أعاد الله عليكم هذا العيد بالخير والبركة والسلام والأمان على طرابلس، خصوصا وأن أبناء هذه المدينة، سياسيين وأفراد، لا يريدون الحروب في طرابلس خصوصا وأنها تكبدت الكثير من الخسائر. نتمنى أن يستمر الجيش والقوى الأمنية في ضبط الأمن ليستمر الهدوء ولتصبح طرابلس العلامة الفارقة، كما كانت دائما، مقصدا لكل أبناء المناطق اللبنانية ومحط أنظار كل اللبنانيين. أذكر جيدا كيف كان أهلي يقصدون هذه المدينة من حلبا معتبرين دائما أن طرابلس هي المحطة الأم لكل الشمال. وستبقى باذن الله طرابلس (أم الدنيا)". وبشأن إمكانية خروج طرابلس من الأزمة التي مرت بها، أكد شربل أن طرابلس "بقوة وتضامن أبنائها من كل الشرائح والأحزاب ستبقى مدينة آمنة، وهي لن تعيش تجربة ثانية من الحروب. والشجرة في طرابلس هي من نسيج المدينة وغالبية شوارعها تحمل أسماء قديسين، حتى أن هناك مسجدا باسم عيسى بن مريم". وعن الأمن قال: "الجيش اللبناني منتشر ويعاني ويتحمل ما لا يمكن تحمله"، داعيا أبناء المدينة إلى "المحافظة على الهدوء، لأن الحروب لا تجلب إلا الويلات والشهداء والخراب، فطرابلس مدينة الجمال وهي بمعناها الأجنبي تعني المدن الثلاث فمؤلم أن تعيش هذه المدن الثلاث حياة الخراب والدمار". وبعد قطع قالب الحلوى بالمناسبة، توجه الجميع إلى مستديرة النيني حيث شارك الجميع وزير الداخلية في إضاءة شجرة الميلاد التي نفذها جوني نحاس بالتعاون مع بلدية طرابلس. وبعد إضاءة الشجرة، قال وزير الاقتصاد: "على الرغم من الصعوبات التي نمر بها وما ينتظرنا أيضا من صعوبات، سنتمكن بروح التعاون من تخطي كل الأزمات وعلينا تخطيها بالانضباط، وكلي أمل بأن ننجح في تمرير الأشهر المقبلة كما عبرنا كل المحن الماضية، لأننا نملك كل مقومات الصمود أمام كل الغيوم الملبدة، نحن ندرك حدود إمكانياتنا ونعرف كيف نسوي أوضاعنا عندما تكون السماء ملبدة".