مقاتل معاق على كرسي متحرك وداعا لزوجته وابنه قبل أن يفجر نفسه في عملية انتحارية

تخلى تنظيم داعش المتطرف عن مفاهيمه للخلافة بعد خسارته العديد من مقاتليه الذين نفذوا هجمات متطرفة في الأسابيع الأخيرة، حيث سجل الكثير من الخسائر في المعارك الرئيسية في سورية والعراق، وسط استمرار قوات التحالف استهداف المقاتلين خارج المناطق التي تعتبر معاقله.

وحول فريق دعاية داعش، انتباهه الآن إلى محاولة تجنيد أعضاء جدد وسط تراجع أعداد مقاتليه، ونشر التنظيم المتطرف أخيرًا صورًا لرجل من مقاتليه يجلس على كرسي متحرك، يودع ابنته وابنه، حيث يستعد لتفجير نفسه بحزام ناسف، وفيديو آخر لأحد مقاتليها يتحدث اللغة الإنجليزية باللهجة الأميركية، يدعو إلى الانضمام لداعش، بجانب صورة أخرى يتوعد فيها بشن هجمات على العاصمة الأميركية واشنطن.

ونشرت شركة "IHS Markit" لتحليل البيانات والمعلومات، في المملكة المتحدة، تقريرًا يكشف كيفية تزييف داعش للأخبار واستخدامها للترويج لعمليتها المتطرفة وبناء دولتها، والتي تعد أداة لجذب المقاتلين إلى المناطق التي تسيطر عليها، وبعد مقتل العديد من قادتها في العام الماضي في المعارك الدموية، خاصة في حلب والرقة والموصل، تراجعت عمليات أفرعها الإعلامية بنحو الثلثين.

واستبدلت دعاية داعش من الفيديوهات المحترفة إلى الصور والمنشورات المعدلة باستخدام برنامج "فوتوشوب"، وتراجع عدد المنشورات بشدة، وفقًا للتقرير.

ووجهت العديد من رسائلها الإعلامية لجذب المقاتلين وعائلاتهم؛ حين كانت الجماعة المتطرفة في أزهى أوقاتها، للعيش في معاقلها المختلفة، ولكن هذه الصور مُفبركة، حيث تعاني داعش من نقص في الطعام والبنية التحتية.

وأضاف التقرير أن داعش توقفت عن الدعوة لبناء الدولة، وتركز الآن بشكل حصري على تقريب مفهوم الحرب الدائمة ضد أعدائه.

وفقد داعش 90% من الأراضي التي سيطر عليها في العام الماضي، ويبدو أن الجماعة تحاول إعادة تشكيل نفسها إلى خلايا أصغر وتجنيد المنشقين عن الجماعات الأخرى، ويعتقد أن المتبقي من مقاتلي داعش يبلغ نحو 3 الآلاف مقاتل، وقتل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة نحو 150 منهم هذا الأسبوع، في عملية وسط وادي نهر الفرات في سورية.

وأصدر التحالف بيانًا يقول " إن الهجمات وقعت السبت بالقرب من الشافاة في محافظة دير الزور، مقر تنظيم داعش، حيث بدا أن الجهاديين يتجمعون للتحرك"، وأضاف " كانت الضربات الدقيقة تتويجًا للتحضير الاستخباراتي المكثف للتخلص من داعش ومركز القيادة والتحكم في المناطق التي يحتلها التنظيم، تحديدًا في وادي نهر الفرات المتنازع عليه".

ورغم فقدان داعش لمعظم أراضيه في سوريا، لا يزال يسيطر على طول وادي نهر الفرات الأوسط، وأكد المتحدث باسم القوات الأميركية المركزية، الجنرال ملازم، إرال براون، إن القتال العنيف ما يزال مستمرًا.