تعزيزات عسكرية تمهيداً لاقتحام آخر معاقل "داعش"

أفاد مصدر عسكري عراقي بان وحدات من الشرطة الاتحادية، تمركزت في قضاء الشرقاط شمالي محافظة صلاح الدين تمهيدا لبدء عمليات اقتحام آخر مناطق سيطرة "داعش" في محافظتي صلاح الدين وكركوك، فيما يشهد التيار الصدري، الذي يتزعمه رجل الدين العراقي، مقتدى الصدر، انقساماً في المواقف وخلافات عميقة داخل التيار، بعد أن أعلن في بيان الخميس الماضي، عن المؤسسات التابعة له، فضلاً عن الخلاف الذي تسبب به تسليم أحد قيادات التيار لوزارة الداخلية، بتهمة التورط بتهريب سجناء.

وقال النقيب سعد محمد بقيادة عمليات صلاح الدين، في تصريح صحفي، إن "وحدات مدرعة وكتائب مدفعية تابعة للشرطة الاتحادية دخلت قضاء الشرقاط شمالي محافظة صلاح الدين وتمركزت بقاعدة عسكرية بالقرب من الجانب الايسر للقضاء الخاضع تحت سيطرة داعش". وأوضح محمد ان "تعزيزات اخرى من لواء 56 التابع للحشد العشائري السُني(مقاتلين موالين للحكومة) وصلت الى أطراف قضاء الحويجة غربي محافظة كركوك للمشاركة في معركة تحرير القضاء من سيطرة داعش". وتابع، أن "وصول التعزيزات العسكرية رافقه قصف جوي مكثف استهدف مواقع مسلحي داعش في احياء القادسية والنداء والتنك واليرموك في قضاء الحويجة وخلف قتلى وجرحى"، دون تفاصيل.

وأعلن الجيش العراقي أمس الجمعة عن مقتل العشرات من مسلحي تنظيم "داعش" في قصف جوي نفذه الطيران العراقي وطيران التحالف الدولي ضد اهداف ونقاط للتنظيم داخل بلدة الحويجة (جنوب غرب كركوك) آخر المعاقل المهمة لتنظيم داعش في المناطق الشمالية للعراق بعدما خسر الموصل وما حولها قبل نحو ثلاثة اشهر، مضيفاً، ان القصف اسفر عن "تدمير وحرق اماكن التفخيخ والمستودعات وقتل العشرات منهم".

وتتأهب القوات العراقية لشن هجوم لانتزاع السيطرة على الحويجة في معركة ستتطلب على ما يبدو تنسيقا مع قوات البيشمركة ، التي تؤكد انها لن تشارك في المعركة الا باتفاق جديد مع قوات التحالف والجيش العراقي . وأعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد جودت، الجمعة أن قوات الشرطة الاتحادية دفعت بتعزيزات عسكرية من وحدات المغاوير الخاصة والآليات المدرعة وكتائب المدفعية والصواريخ الموجهة والطائرات المسيرة، وذلك من أجل استكمال جهوزية  القوات العراقية للمشاركة في عمليات استعادة ما تبقى من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم  داعش في  العراق. وأوضح الفريق جودت أن التعزيزات العسكرية توجهت إلى قضاء  الحويجة ومناطق غرب العراق في محافظة  الأنبار، بالإضافة إلى منطقة  الشرقاط شمال محافظة  صلاح الدين.

هذا وتوقع مراقبون أن تنطلق العمليات العسكرية لتحرير تلك المناطق من الارهابيين بشكل متزامن في العشرين من سبتمبر/أيلول ، بإسناد من  التحالف الدولي والحشد العشائري. فيما ألقت طائرات القوة الجوية آلاف المنشورات على مناطق الحويجة  والساحل الأيسر من الشرقاط. وقالت خلية الإعلام الحربي ،ان "المنشورات تحذر تنظيم داعش من ساعة الحساب التي باتت قريبة وعليهم تسليم انفسهم". جدير بالذكر ان القوات المشتركة اكملت استعداداتها لعملية قادمون ياحويجة

وفي الشأن السياسي يشهد التيار الصدري، الذي يتزعمه رجل الدين العراقي، مقتدى الصدر، انقساماً في المواقف وخلافات عميقة داخل التيار، بعد أن أعلن في بيان الخميس الماضي، عن المؤسسات التابعة له، فضلاً عن الخلاف الذي تسبب به تسليم أحد قيادات التيار لوزارة الداخلية، بتهمة التورط بتهريب سجناء. وقال عضو بالتيار الصدري " ،إن الخلاف بين مكونات التيار بدا واضحاً بعد بيان مقتدى الصدر، الذي حدد فيه الجهات التابعة له، وهي "سرايا السلام"، ومكتب الصدر للشؤون الحوزوية، ولجنة التظاهرات الشعبية، مبيناً أن الصدر لم يذكر كتلة "الأحرار" البرلمانية، والهيئة السياسية للتيار الصدري (التي تضم قيادات عليا بالتيار ونواباً حاليين وسابقين) ضمن المؤسسات التابعة له.

ولفت إلى أن بعض أعضاء المؤسستين عبروا عن استغرابهم من تجاهل مقتدى الصدر لوجودهم، وطالبوا ببيان موقفه الواضح منهم، مؤكداً أن هذا الموقف تسبب بانقسام التيار الصدري إلى جبهتين. وأوضح أن بعض النواب والأعضاء بالتيار الصدري، لم يكونوا راضين عن خطوة تسليم النائب السابق، جواد الشهيلي، للقضاء، بتهمة التورط بتهريب أحد المدانين المتهمين بالفساد إلى إيران، إذ اعتبروا المسألة من مسؤوليات القضاء، وليس أية جهة سياسية أخرى.

يشار إلى أن التيار الصدري قام بتسليم النائب السابق التابع له جواد الشهيلي، إلى السلطات العراقية على خلفية ظهوره بمقاطع فيديو مسربة أثناء عملية تهريب مسؤول عراقي متهم بالفساد من سجن شرقي بغداد، ومحاولة تهريبه إلى إيران.

وفي سياق متصل، قالت عضو البرلمان العراقي عن كتلة "الأحرار"، زينب الطائي، إن البيان الأخير لمقتدى الصدر بمثابة براءة من كتلتها والهيئة السياسية للتيار الصدري، موضحة خلال تصريح صحافي أن كتلة "الأحرار" بانتظار التفسير الرسمي، والقرار الفصل من قبل المكتب الخاص لمقتدى الصدر. ودعا الصدر في بيان أنصاره إلى "عدم تشتيت الأصوات في المرحلة المقبلة، من أجل الاستفادة منها في الانتخابات أو مقاطعتها"، موضحاً أن أتباعه ملزمون بعدم تضييع حقوقهم، وعدم السماح بعودة الفاسدين.