زعيم "القاعدة" أسامة بن لادن

كشف المحقق السابق في مكتب التحقيقات الفدرالي، علي سفيان، الغطاء عن حياة المتطرّف الذي تصدّر قائمة المطلوبين في العالم، زاعمًا أن أسامة بن لادن لم يكن مختبئ من الولايات المتحدة الأميركية في كهف كما كان شائعًا، بلا كان يُدير كل شيء في تنظيم "القاعدة"، ففي حين كان الناس يعتقدون أنه كان مختبئًا في محاولة لتجنب إلقاء الولايات المتحدة القبض عليه، فقد تبين أنَّه كان يقود الجماعة المتطرّفة من بعيد بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول.

وأوضح سفيان أنّه "لم يكن أسامة بن لادن، كما تعلمون، جالسًا في منزله لتجنب القبض عليه أو قتله فحسب، لقد كان في بعض الحالات، يدير كل كبيرة وصغيرة في تنظيم القاعدة والجماعات التابعة لها، وفضلًا عن إعطاء تعليماته إلى المسلحين بعدم قطع الرؤوس لحماية صورة الجماعة المتطرّفة، فانه كان يقدم المشورة بشأن المحاصيل التي تنمو وتُزرع.

وكُشف في نهاية الأسبوع الماضي، عن أنَّ ابن بن لادن، حمزة، مستعدٌ لقيادة القاعدة بعد أعوام من وفاة والده، وكشفت الرسائل الشخصية التي ضبطت في الغارة التي أسفرت عن مقتل بن لادن، أن حمزة يبدو مندفعًا ومستعدًا للانتقام إلى والده، وعمل علي سفيان كعميل في مكتب التحقيقات الفيدرالي، ويعمل أيضا كمحقّق رئيسي في أحداث 11 سبتمبر/أيلول، التي أعلن التنظيم مسؤوليته عنها.

وأوضح سفيان أنّه تم اعتبار ابن بن لادن الزعيم المقبل المحتمل للمنظمة المتطرّفة عندما كان طفلا، وكانت رغبة حمزة في الانتقام لوالده ضمن المبادئ التي جاءت في الرسائل، مشيرًا إلى أنّ "حمزة وجه تهديدًا إلى الأميركيين قال فيه "الشعب الأميركي، نحن قادمون، وسوف تشعرون بنا وسننتقم لما فعلتموه لوالدي ... والعراق ... وأفغانستان .. وكل شيء"

وشرح سفيان، في حلقة جديدة من البرنامج الأميركي الشهير "60 دقيقة"، أهمية الرسالة الشخصية، على الرغم من أنه عندما كتبها كان حمزة لم ير والده لسنوات، وكان حمزة شخصية بارزة في العديد من أشرطة الفيديو الدعائية لتنظيم القاعدة، حتى عندما كان صبي صغير، وقد تم تصويره يدعو إلى شن هجمات متطرّفة على لندن وواشنطن وباريس في رسالة صوتية صادرة عن التنظيم في عام 2015، وسجّل 4 من هذه الرسائل في العامين الماضيين.

وفي يناير/كانون الثاني وُضع حمزة على قائمة التطرّف التابعة إلى وزارة الخارجية الأميركية، وسمى "إرهابي عالمي محدد"، وهو نفس التصنيف الذي كان يقع تحته  أسامة بن لادن، وقال سفيان إنّه "كان طفلا ملائما للقاعدة، ولأعضاء القاعدة الذين تلقوا هذه الأفلام الدعائية، فهذا يعني الكثير لهم، إن حمزة يستخدم أيضا نفس المصطلحات والجمل التي استخدمها والده من قبل". 

وقُتِل أسامة في مدينة أبوت آباد، في باكستان في 2 مايو/أيار 2011، على يد قوات خاصة تابعة إلى البحرية الأميركية، وبعد وفاته، أفرج عن عشرات الرسائل التي كتبها إلى أسرته وكبار أعضاء تنظيم القاعدة، وادعى مسؤولون كبار في الاستخبارات الأمريكية أن بعضهم كشف عن أنه كان يستعد لتولية ابنه الجماعة المتطرّفة، وفي احدى الرسائل، دعت والدة حمزة ابنها إلى متابعة خطى والده.