زعيم تنظيم "داعش" أبوبكر البغدادي

أكد اللواء صادق فرج عبد الرحمن، مدير الشرطة العربية والدولية "الإنتربول" في العراق، وجود 400 مطلوب للدولة العراقية في الخارج، فيما قال الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي معن بشور، ان اتهامه بتجنيد مقاتلين "للمشاركة في الأنشطة الإرهابية" في العراق، لا اساس له.

وقال عبدالرحمن في تصريح صحافي إن المطلوبين بتهم مختلفة منها الإرهاب والفساد والجرائم الجنائية، وسواها.

واضاف أنه تم استرداد نحو 60 شخصًا من هؤلاء حتى الآن، بينما صدرت نشرات حمراء بالآخرين وفق الصيغ التي يجري التعامل بها مع (الإنتربول) الذي يضم في عضويته 192 دولة.
وبشأن القائمة التي تم الإعلان عنها ، قال اللواء فرج، إن "كثيرًا من هذه الأسماء كانت قد صدرت بهم نشرات سابقة؛ لكنه وفقا لقوانين (الإنتربول) فإن القائمة وفي حال عدم إلقاء القبض عليهم، يتم تجديدها كل 5 سنوات".

وعن عدم الإشارة إلى البغدادي في القائمة، قال اللواء فرج، إن "البغدادي مطلوب أصلًا، وقد صدرت بحقه نشرة حمراء ولا يحتاج الإشارة إليها؛ بل هو مطلوب دولي وليس للقضاء العراقي فقط".

نشرت السلطات العراقية للمرة الأولى، ، أسماء 60 شخصًا من أهم المطلوبين لانتمائهم إلى تنظيمي داعش والقاعدة، وحزب البعث المنحل. وفي قائمة الأسماء يظهر خصوصًا اسم ابنة صدام حسين، رغد، التي تعيش في الأردن.

وتمكن تنظيم داعش من السيطرة على مساحة شاسعة في العراق، ضمت محافظات نينوى والأنبار وأجزاء من كركوك وصلاح الدين وديالى؛ لكن القوات العراقية تمكنت من دحره بعد ثلاث سنوات من المعارك، بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

ومن الأسماء المدرجة في القائمة "أمراء"، ومسؤولو قواطع، وممولون، وداعمون، ومنفذو اغتيالات ونصب عبوات ناسفة، ما زالوا فارين رغم انتهاء العمليات العسكرية في البلاد.
ومن بين هؤلاء فارس محمد يونس المولى، المشار إليه على أنه "والي أعالي الفرات" ومسؤول الهيئة العسكرية لقاطع ناحية زمار وسد الموصل، إضافة إلى صلاح عبد الرحمن العبوش "المجهز العام لولاية كركوك والمسؤول العسكري لولاية الزاب". ومنهم أيضاً صدام حسين حمود الجبوري، وهو "أمير" ولاية جنوب الموصل والشرقاط، وكذلك محمود إبراهيم المشهداني، وهو ضابط سابق في نظام صدام حسين.

كما تضم اللائحة فواز محمد المطلك، وثلاثة من أولاده، وهو ضابط سابق في فرقة "فدائيو صدام" وهي منظمة شبه عسكرية تشكلت في تسعينات القرن الماضي، وشغل منصب عضو في المجلس العسكري لتنظيم داعش.

ومن بين أبرز قياديي تنظيم القاعدة، برز اسم الزعيم العسكري في كركوك أحمد خليل حسن، وعبد الناصر الجنابي، المفتي والممول للتنظيم في منطقة جرف الصخر جنوب بغداد، التي كان يطلق عليها سابقا اسم "مثلث الموت".

أما بالنسبة إلى مجموعة النظام السابق، فجاء على رأس القائمة اسم محمود يونس الأحمد، أحد قادة الحزب الذي حل في عام 2003.
وهذه المرة الأولى التي ترفع فيها السلطات العراقية السرية عن أسماء المطلوبين بتهمة "الإرهاب". وأكد المسؤول الأمني نفسه أن "السلطات ستقوم بالكشف عن أسماء المطلوبين على شكل قوائم".

بالمقابل قال الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي معن بشور، ان اتهامه بتجنيد مقاتلين "للمشاركة في الأنشطة الإرهابية" في العراق، لا اساس له.
ومن بين الأسماء الأخرى، 28 من كوادر تنظيم داعش، و12 من قادة تنظيم القاعدة، و20 من قادة حزب البعث، إضافة إلى مناصبهم داخل التنظيمات، وبعضهم نشرت صورته. وجميع تلك الأسماء تعود لعراقيين، ما عدا لبناني واحد هو بشور.

وتعليقا على شموله بالقائمة، قال بشور إن إدراج اسمه "ليس جديداً"، مضيفاً لـ"الشرق الأوسط" أن اسمه نشر في أوائل يوليو (تموز) 2006 ضمن قائمة وضعتها السلطات الأميركية "تتضمن متهمين بدعم المقاومة العراقية"، لافتاً إلى أنه في ذلك الوقت "قامت حملة تضامن عربية ولبنانية معي".

وقال بشور "لا تستند تلك الاتهامات إلى أي شيء حقيقي، فنحن مع المقاومة العراقية سياسياً وإعلامياً؛ لكن تجنيد المقاتلين هو اتهام غير صحيح، وأتحداهم أن يقدموا دليلاً واحداً على ذلك".
وإذ أشار بشور إلى أن موقفه السياسي غير معادٍ للسلطات العراقية الحالية، رأى أن الهدف من إدراج اسمه هو "ضرب النشاط القومي العربي لأجل العراق وفلسطين".

وتوقع أن يكون "بسبب النشاط الذي أقوم به من أجل فلسطين، ضد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب لنقل السفارة الأميركية إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل".
وأضاف "أعتقد أن تحريك الملف العراقي القديم جاء بسبب موقفي الأخير من صفقة ترمب في فلسطين، ولا سبب آخر لها".
واللافت أنه لم يدرج في اللائحة اسم زعيم تنظيم داعش، أبو بكر البغدادي، المتواري عن الأنظار.

ورفض مسؤول أمني رفيع إعطاء الأسباب، إلا أنه أوضح لوكالة الصحافة الفرنسية أن القوائم تضم "أهم المطلوبين للقضاء العراقي، وقررت الجهات الرسمية العراقية نشرها".
وكانت رغد ابنة صدام حسين، توعدت كل الذين يسيئون إليها بمقاضاتهم، وجاء ذلك في حديث لقناة "العربية"، رداً على إدراج اسمها ضمن قائمة لأهم المطلوبين العراقيين. وكشفت رغد أنها لا تقيم حاليا في الأردن.

وحول إدراجها في قائمة المطلوبين، قالت رغد إن هذا الخبر يتردد منذ عام 2006، والدولة التي كنت أقيم بها (تقصد الأردن) أكدت أكثر من مرة أن "شؤوني تحت المجهر، وأموري معلومة للجميع".
وشنت ابنة صدام حسين هجومًا عنيفاً على الحكومة العراقية، وقالت إنهم مجموعة "ليس لديها عمل سوى رغد، في الوقت الذي يعاني فيه بلدهم من الاحتلال".