القوات اليمنية الشرعية

تواصلت حدة المعارك الميدانية بين القوات الحكومية ومليشيات "صالح والحوثي" في مديرية مقبنة ومحيط جبل هان غربي تعز، تمكنت خلالها القوات الحكومية من تحقيق تقدما ميدانيا في مقبنة. وقالت مصادر ميدانية ان القوات الحكومية أحكمت سيطرتها اليوم الاربعاء على جبل هوب العقاب بالكامل وتقدمت نحو منطقة الباب وقرية القاعدة اسفل موقع هوب العقاب وسيطرت عليها.

وتركزت المعارك في محيط جبل هوب العقاب، وشبية والقوز، إثر هجوم مكثف كانت المليشيا شنته صباح اليوم على مواقع القوات الحكومية. وردت القوات الحكومية بهجوم معاكس تصاعدت معه حدة المعارك مع المليشيا التي تكبدت خلالها خسائر فادحة. وسقط في صفوف المليشيا وفقا للمصادر ما يقارب من 12 قتيلا واكثر من 17جريحا، فيما قتل احد افراد القوات الحكومية وجرح خمسة اخرون.

وفي جبل هان بجبهة الضباب غربي المدينة دارت مواجهات عنيفة بين الجانبين استمرت لعدة ساعات اسفرت عن سقوط ما لا يقل عن ستة قتلى واصابة اخرين اضافة الى استيلاء القوات الحكومية على اربع اليات قتالية. في غضون ذلك واصلت المليشيا قصفها للأحياء السكنية غربي وشرقي مدينة تعز. وقالت مصادر محلية أن خمسة مدنيين بينهم طفلة، أصيبوا اليوم الاربعاء، جراء قصف المليشيا الانقلابية، عددا من الاحياء السكنية في مدينة تعز.

وأوضحت مصادر محلية ان قذيفة هاون اطلقتها المليشيا الانقلابية سقطت على حي المطار القديم غربي المدينة، مما اسفرت عن اصابة اربعة مدنيين. وقد اصيبت الطفلة الاء سليمان البالغة من العمر سنتين بإصابات خطيرة جراء سقوط قذيفة اطلقتها المليشيا على منزلهم في حي الشماسي شرقي المدينة. وتواصل المليشيا الانقلابية قصف الاحياء السكنية من مواقع تمركزها في اطراف المدينة بشكل شبه يومي مخلفة عددا من الضحايا المدنيين والحاق اضرار بالغة في ممتلكات المواطنين.

واختطفت مليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية ظهر اليوم الاربعاء، مواطن من منزله بمديرية دمنة خدير جنوب محافظة  تعز. وقالت مصادر محلية إن المليشيا الانقلابية داهمت منزل المواطن علي عبدالله قاسم في دمنة خدير واختطفته إلى جهة مجهولة بتهمة التخابر مع قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.

واضافت المصادر أن المليشيا الانقلابية قامت بالاعتداء والضرب المبرح على أطفال المواطن وزوجته وتهديدهم بالقتل، مشيرة إلى أن بعض المواطنين حاولوا منع المليشيا الانقلابية من اختطاف المواطن علي عبدالله الا ان المليشيا قامت بإطلاق النار في الهواء . ولفتت المصادر إلى أن المواطن علي عبدالله قاسم يعاني من حالة نفسية وكان قد قام احد افراد المليشيا الانقلابية سابقاً بالاعتداء عليه في وسط السوق العام في "دمنة خدير".

من جهة ثانية، أعلنت الحكومة اليمنية تأييدها للاستراتيجية الأميركية الجديدة التي اتخذها الرئيس دونالد ترامب تجاه دولة إيران. وأكد رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر، أن دعم اليمن للاستراتيجية الأميركية الجديدة تجاه إيران ينطلق من إدراك تام لخطورة الدور التخريبي الذي تقوم به والذي يستهدف زعزعة أمن واستقرار المنطقة العربية والعالم، مشيرا إلى تورط ايران الكامل في دعم المليشيا الانقلابية باليمن.

وقال بن دغر خلال لقائه السفير الأميركي لدى اليمن ماثيو تولر اليوم الأربعاء "على هذه المليشيات وداعميها أن يفهموا أن الاجماع الدولي غير المسبوق بشأن قضية اليمن، هو رسالة وموقف واضح من أن انقلاب مليشيات بقوة السلاح على السلطة الشرعية ورئيس منتخب من شعبه، لن يكون مقبولا وسيتم ردعه والوقوف ضده حتى لا يتكرر في أي دولة أخرى".
 وبحسب وكالة الأنباء اليمنية "سبا" فقد شدد رئيس الوزراء، أن على مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية ومن ورائهم طهران عدم الرهان على صرف الأنظار عن أساس وجذر المشكلة المتمثلة بانقلاب مليشيات مسلحة على السلطة الشرعية ووضع رئيسها المنتخب من الشعب قيد الإقامة الجبرية. وقال بن دغر إن المجتمع الدولي بأكمله يعرف المشكلة وحلها ومن تسبب بإشعال هذه الحرب التي فرضت على الحكومة الشرعية.

وأشار رئيس الحكومة، إلى أهمية المسؤولية التي يتحملها المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن في مساعدة الحكومة الشرعية والتحالف العربي بقيادة السعودية لاستكمال إنفاذ القرارات الملزمة الصادرة تحت الفصل السابع وإنهاء الانقلاب، وبالطريقة التي يريدها الطرف الآخر، إما الجنوح للسلم أو الحسم العسكري. ولفت إلى أن سياسة "النفس الطويل" التي تعتمدها إيران عبر وكلائها في اليمن ويعرفها المجتمع الدولي جيدا من تجربته في التفاوض معها حول ملفها النووي، بالمماطلة والتسويف والمراوغة، مما يضاعف من معاناة اليمنيين الكارثية، والسكوت عنها "وصمة عار في جبين الانسانية".

وأكد بن دغر أن مليشيات الانقلاب لم تكن يوما جادة في الجنوح للسلم، لأن قرارها أصبح رهينة بيد داعميها في إيران التي تقامر بحياة ودماء اليمنيين لابتزاز دول الجوار والمجتمع الدولي ومحاولتها اليائسة في إطار مشروعها التوسعي السيطرة على مضيق باب المندب لتهديد أمن وسلامة الملاحة العالمية.

 بدوره جدد السفير الأميركي التأكيد على دعم بلاده للشرعية اليمنية وحرصها على أمن واستقرار ووحدة اليمن . وقال السفير تولر " الولايات المتحدة تدرك جيدا مدى التدخل الايراني وخطورته على اليمن والمنطقة والعالم، وعزمها مع المجتمع الدولي التعامل مع ذلك بجدية وعدم تهاون".