بغداد ـ جعفر النصراوي قُتل 11 شخصًا وأُصيب 38 آخرين في العراق، الأربعاء، في تفجير عبوتين ناسفتين وضعتا تحت سيارتين متوقفتين أمام سوق تجارية في شارع أبو الطيارة في منطقة الدورة جنوب بغداد، فيما نجا محافظ صلاح الدين، أحمد عبد الله الجبوري، من محاولة اغتيال بانفجار عبوة ناسفة استهدفت موكبه شمال تكريت (170كم شمال بغداد)، في ثاني محاولة خلال أقل من أسبوعين.
وأفاد مصدر في وزارة الداخلية العراقية، لـ "العرب اليوم"، أن 49 شخصًا سقطوا بين قتيل وجريح في انفجار عبوتين ناسفتين كانتا موضوعتين تحت سيارتين متوقفتين أمام سوق تجارية "سوبر ماركت" في شارع أبو الطيارة، وأن المصابين نقلوا إلى مستشفى اليرموك العام، فيما نقلت جثث القتلى إلى الطبابة العدلية في مدينة الطب، في حين فرضت القوات الأمنية طوقًا على مكان الحادث.
وأعلن المصدر ذاته، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، مقتل عميد في وزارة الدفاع العراقية، يُدعى طالب محمد، في وقت مبكر من صباح الأربعاء، بعد أن اقتحم مسلحون منزله في قرية حمد شعبان التابعة لقضاء أبو غريب غرب بغداد.
وشهدت العاصمة بغداد، مساء الثلاثاء، مقتل 4 أشخاص وإصابة 14 آخرين بجروح خطرة، إثر تفجيرعبوة لاصقة، استهدفت حافلة لنقل الركاب في سوق شلال في منطقة الشعب شمال شرقي بغداد، كما قُتل وأُصيب ما لا يقل عن 34 شخصًا في تفجير سيارة مفخخة، في ساحة مظفر عند مدخل مدينة الصدر شرق بغداد.
وقال مصدر في شرطة محافظة صلاح الدين، لـ"العرب اليوم"، "إن عبوة ناسفة انفجرت، صباح الأربعاء، مستهدفة موكب المحافظ لدى مروه في منطقة الحي الصناعي، شمال تكريت، مما أسفر عن إلحاق أضرار مادية بإحدى عجلات الموكب، ولم يصب المحافظ بأي أذى".
وأضاف المصدر ذاته، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "المحافظ كان في طريقه إلى مقر عمله في ديوان المحافظة"، من دون إعطاء المزيد من التفاصيل.
وتُعد محاولة الاغتيال هي الثانية التي يتعرض لها محافظ صلاح الدين، خلال أقل من عشرة أيام، إذ نجا في 21 أيار/مايو الجاري، من محاولة اغتيال بتفجير مزدوج بعبوتين ناسفتين، استهدف موكبه لدى مروره على الطريق العام بين محافظتي كركوك وصلاح الدين، في شرق تكريت.
وشهدت محافظة صلاح الدين، الثلاثاء، مقتل ثلاثة أشخاص من أقارب نائب رئيس مجلس محافظة صلاح الدين سبهان ملا جياد، في هجوم في حي الفاروق وسط ناحية الصينية (7كم غرب بيجي)، فيما سقط أربعة من عناصر "الصحوة" بين قتيل وجريح، في هجوم مسلح نفذه مجهولون على نقطة تفتيش تابعة لـ"الصحوة" على الطريق العام في منطقة البو عجيل(10كم شرق تكريت)، في حين اعتقلت قوة من الشرطة 16 مطلوبًا وفقًا للمادة الرابعة من قانون مكافحة الارهاب خلال عملية أمنية نفذتها في المناطق الشرقية والشمالية لمدينة تكريت.
يُذكر أن محافظة صلاح الدين ومركزها مدينة تكريت، قد شهدت تصعيدًا أمنيًا واسع النطاق، عقب اقتحام قوات الجيش العراقي لساحة اعتصام الحويجة في 23 نيسان/أبريل 2013، إذ قام مسلحون بالسيطرة على ناحية سليمان بيك في اليوم التالي، وانسحاب قوات الجيش منها بعد 24 من الاشتباكات، فيما عاد المسلحون وانسحبوا منها يوم الجمعة 26 من الشهر نفسه، ليدخل الجيش العراقي وفقًا لاتفاق مع شيوخ العشائر توسط فيه محافظة صلاح الدين أحمد عبدالله الجبوري.
يُشار إلى أن معدلات العنف في بغداد قد شهدت منذ مطلع شباط/فبراير 2013، تصاعدًا مطردًا، حيث ذكرت بعثة الأمم المتحدة في العراق، في 2 أيار/مايو الجاري، أن شهر نيسان /أبريل 2013 كان الأكثر دموية منذ حزيران/يونيو 2008، وأكدت أن ما لا يقل عن 2345 عراقيًا سقطوا بين قتيل وجريح في أعمال عنف طالت مناطق متفرقة من البلاد، لافتة إلى أن محافظة بغداد كانت المحافظة الأكثر تضررًا، إذ بلغ مجموع الضحايا من المدنيين 697 شخصًا (211 قتيلاً و486 جريحًا)، تلتها محافظات ديالي وصلاح الدين وكركوك ونينوي والأنبار، وأنها اعتمدت على التحريات المباشرة بالإضافة إلى مصادر ثانوية موثوقة في تحديد الخسائر بين صفوف المدنيين.