السفينة الإيرانية "شاهد"

يختتم الفرقاء اليمنيون مداولاتهم في الرياض، الثلاثاء، وسط تأكيدات لمصادر يمنية، مشاركة في مؤتمر "إنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية" الذي تستضيفه العاصمة السعودية "الرياض"، بشأن إجماع على وثيقة "مقررات إعلان الرياض".

وتنص الوثيقة على تشكيل نواة للجيش والأمن، وإسقاط الانقلاب "الحوثي"، واستعادة الأسلحة، وإخراج الميليشيات من صنعاء، وعدن، وصعدة.

وأعرب مجلس "الوزراء" السعودي في جلسته الاثنين، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، عن أمله في أن يتوصل "مؤتمر الرياض" إلى اتفاق يحقق أمن اليمن، واستقراره، وتطلعات شعبه، في إطار التمسك بالشرعية، ووقف الانقلاب عليها.

ونددت السعودية بخرق الميليشيات "الحوثية" الهدنة الإنسانية بالاعتداء على الحدود السعودية وداخل اليمن. وانهارت الهدنة إثر الانتهاكات "الحوثية" التي دفعت التحالف العربي بقيادة السعودية إلى الامتناع عن تمديد وقف النار.

واستأنفت قوات التحالف قصف مواقع لجماعة "الحوثيين" والعناصر الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في عدن وصعدة، الاثنين، بعد انتهاء الأيام الخمسة التي أعلنها التحالف للهدنة الإنسانية.

وأوضح الناطق باسم التحالف العميد أحمد عسيري، أنَّ استئناف الغارات يعود إلى انتهاك "الحوثيين" الهدنة. فيما أشار وزير "الخارجية" اليمني رياض ياسين إلى أنَّ الغارات الجوية لن تستهدف المطارات والموانئ اليمنية التي ستُستخدم لنقل مواد الإغاثة.

وكشف قائد سفينة الشحن الإيرانية "شاهد" المتجهة إلى اليمن، مسعود غازي ميرسعيد، عن أنَّ سفينتين حربيتين إيرانيتين بدأتا مرافقة السفينة في خليج عدن، مضيفًا أنَّ "الأسطول الرابع والثلاثين أبلغنا أنهم سيتواجدون إلى جانب السفينة" مشيرًا إلى وجود مُدمِّرة وسفينة دعم في خليج عدن. ويتوقع أن تصل سفينة الشحن إلى ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه "الحوثيون" في 21 أيار/ مايو الجاري.

ومع استمرار الانتهاكات "الحوثية" على الحدود مع السعودية؛ أغارت طائرات التحالف على مواقع للجماعة في مديريتي سحار وباقم في محافظة صعدة، الاثنين، كما قصفت المدفعية مواقع لـ"الحوثيين" على طول الشريط الحدودي الشمالي الغربي في مناطق الحصامة والمنزالة ومثلث شدا والملاحيظ وحرض.

واستهدفت غارات التحالف القصر الرئاسي في عدن الذي يسيطر عليه "الحوثيون" ومجموعات من مسلحيهم على الأطراف الغربية والشرقية للمدينة، إلى جانب المطار، حيث دارت اشتباكات بينهم وبين مقاتلي "اللجان الشعبية".

وأسفرت الغارات على عدن عن تدمير مركبتين لـ"الحوثيين" في حي التواهي، وثلاث مركبات أخرى في حي خور مكسر. واستهدف طيران التحالف مواقع لـ"الحوثيين" في منطقة رأس عمران في مديرية البريقة غرب عدن.

وأوضحت مصادر المقاومة أنَّ مسلحيها صدّوا تقدُّمًا حوثيًا للسيطرة على مديرية دار سعد وغنموا عددًا من الآليات التابعة للجماعة. وفجَّر "الحوثيون" منزل رئيس أركان الجيش اليمني اللواء محمد علي المقدشي الذي عيَّنه الرئيس عبدربه منصور هادي في هذا المنصب قبل أيام. في مدينة ذمار (100 كلم جنوب صنعاء).

وصد مقاتلو "اللجان الشعبية" المؤيدون للرئيس محاولة حوثية للتوغُّل جنوب غربي تعز، وأخرى في الأحياء الشمالية لمدينة عدن، كما دمروا رتلًا عسكريًا حاول التقدم إلى مدينة الضالع، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى في اشتباكات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة.

وأوضح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن دول التحالف أكدت سابقًا التزامها الهدنة الإنسانية في اليمن، انطلاقًا من حرصها على مساعدة الشعب اليمني، وتخفيف معاناته الإنسانية، مؤكدًا أن التحالف بذل جهدًا حثيثًا لإيصال المساعدات في وقت قياسي، جوًا وبحرًا، والتعاون مع كل منظمات الإغاثة الدولية.

وأعرب عن أسف دول التحالف الشديد لعدم تحقيق الهدنة لأهدافها الإنسانية، بسبب استيلاء الحوثيين وحلفائهم على المواد الغذائية والأدوية والوقود ومنع إيصالها للشعب اليمني، مضيفًا: دول التحالف ترى في استمرار الحوثيين وحلفائهم في تحركاتهم العسكرية داخل الأراضي اليمنية وعلى الحدود السعودية، انتهاكًا خطرًا آخر للهدنة منذ اليوم الأول لها، وتمثلت هذه الانتهاكات في رصد 39 عملية اعتداء على منطقة جازان، و35 اعتداء على منطقة نجران، علاوة على تحريك جماعة الحوثيين منصات صواريخ على الحدود السعودية لتهديد أراضي المملكة والمدن المتاخمة.

وكرر وزير الخارجية السعودي أن التزام دول التحالف الهدنة مرهون بعدم انتهاكها من قبل الطرف الآخر، والتحالف سيرد بكل قوة وحزم، في حال استمرار انتهاكها.

وتشير وثيقة "مؤتمر الرياض" الذي جمع القوى والفعاليات اليمنية - عدا "الحوثيين"، إلى أنَّ مقررات "إعلان الرياض" الذي سينبثق من المؤتمر، تشمل إنهاء عدوان قوى التمرد، وإسقاط الانقلاب، واستعادة الأسلحة، وإخراج الميليشيات من المدن، ودعم المقاومة الرسمية والشعبية، وحشد الدعم والتأييد الإقليمي والدولي لأعمال الإغاثة والعمل الإنساني، وعودة مؤسسات الدولة الشرعية إلى ممارسة مهماتها من داخل اليمن، وتفادي انزلاق المجتمع إلى صراعات مذهبية وطائفية وجهوية، ووضع إستراتيجية وطنية لمحاربة العنف والتطرف، ومناهضة التعصب الطائفي والمناطقي، والمذهبي، والاتجاه لتوريث السلالات، والإسراع في إعادة المهجرين، وتصحيح أوضاعهم، وتعويض المتضررين من جرائم الميليشيات، لاسيما في صعدة.

وأعلن المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد انعقاد مؤتمر دولي بشأن اليمن في جنيف نهاية أيار/ مايو الجاري. وأكدت الحكومة اليمنية أنَّها وثّقت كل انتهاكات ميليشيات "الحوثي" وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، لعرضها على مجلس الأمن.

أوضح الناطق الرسمي باسم مركز "الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية" رأفت الصباغ، أنَّه تم السماح لبواخر وسفن محملة بالوقود والمواد الإغاثية والمساعدات الإنسانية والطبية لدخول موانئ اليمن الأحد.

وأضاف الصباغ أنَّه "تم السماح للبواخر والسفن بدخول الموانئ"، بالتنسيق مع "خلية الإجلاء والعمليات الإنسانية" في وزارة الدفاع، حسبما ذكرت "وكالة الأنباء السعودية" (واس).

وسمح لباخرة "سيس ستار" التابعة لـ "كوك ابلند" الأمم المتحدة وتحمل ديزل في براميل، وأيضًا سفينة "ريسا" الليبيرية وتحمل غازولين سائلًا بحمولة وزنها أكثر من 23 مليون طن متري، بالدخول إلى ميناء الحديدة.

وأضاف الناطق الرسمي للمركز "وصلت أيضًا سفينة الشاما الهندية، وحمولتها دقيق أبيض سائب بزنة ألف طن وجهتها صلالة إلى المكلا في حضرموت، وسفينة فرج الله الجيبوتية والتي تحمل مساعدات طبية بوزن ثمانية أطنان إلى عدن".