واشنطن ـ رولا عيسى يعتقد محللون سياسيون أن الولايات المتحدة لديها دليل قاطع على أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد قد استخدم الأسلحة الكيميائية ضد قوات المتمردين، وأنها تقترح الآن فرض منطقة حظر الطيران في البلاد. ويصف الرئيس الأميركي باراك أوباما استخدام الأسلحة مثل غاز الأعصاب بأنه "خط أحمر" من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من التدخل الأميركي في الأزمة.
ووفقَا لصحيفة "وول ستريت جورنال"، يدرس البيت الأبيض الآن تسليح مقاتلي المعارضة، وفرض منطقة حظر طيران، التي يمكن أن تكلف ما يقدر بـ 50 مليون دولار يوميًا.
واعتبر أن اقتراح تسليح قوات المتمردين يعتمد على خلق منطقة حظر الطيران التي من شأنها حماية مقاتلي المعارضة واللاجئين من طائرات الحكومة السورية.
وقال نائب مستشار أوباما للأمن القومي بن رودس "كنا على استعداد لكثير من الحالات الطارئة في سورية. وسوف نتخذ قرارات بشأن المزيد من الإجراءات على الجدول الزمني الخاص بنا".
ومع ذلك، قال السناتور جون ماكين، وهو جمهوري من أريزونا، للصحافيين في كابيتول هيل، الخميس، إن أوباما "سوف يوفر الأسلحة للمتمردين".
وقال البيت الأبيض "إن نظام الأسد استخدم أسلحة كيميائية، بما في ذلك غاز الأعصاب، على نطاق ضيق مرات عدة في العام الماضي".
وأضاف البيت الأبيض "أن ما يصل إلى 150 شخصًا قد قتلوا في تلك الهجمات، مما يشكل نسبة ضئيلة من 93 ألف شخص، الذين قتلوا في سورية على مدى العامين الماضيين".

وأعلنت إدارة أوباما في نيسان/ أبريل "أن السارين قد استخدم في سورية".
لكنهم قالوا في ذلك الوقت إنهم لم يستطيعوا تحديد من كان مسؤولاً عن نشر الغاز.
وأعلنت نتائج أكثر حسمًا، الخميس، حيث تم إرسال الأدلة إلى الولايات المتحدة عن طريق فرنسا وبريطانيا، التي أعلنت أنها قررت أن حكومة الأسد قد استخدمت الأسلحة الكيميائية في النزاع لمدة عامين.
وقال أوباما مرارًا: إن استخدام الأسلحة الكيميائية يعتبر عبورًا "للخط الأحمر" ويشكل "لعبة التغيير" للسياسة الأمريكية بالنسبة إلى سورية، التي كانت حتى الآن قد ركزت بشكل كامل على دعم المعارضة بمساعدة غير قاتلة وهي المساعدات الإنسانية.
وقال البيت الأبيض "إنه تم إخطار الكونجرس بتحديد الأسلحة الكيميائية الأمريكية الجديدة، وكذلك الحلفاء الدوليين".
وسيناقش أوباما التقييمات، والمشاكل الأوسع نطاقا في سورية، الأسبوع المقبل، خلال قمة مجموعة الـ 8 في أيرلندا الشمالية.
ومن المتوقع أيضًا أن يضغط أوباما على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو مؤيد قوي للأسد، لإسقاط الدعم السياسي والعسكري الذي يقدمه للحكومة السورية.
وقال رودس "نحن نعتقد أن روسيا وجميع أعضاء المجتمع الدولي ينبغي أن يشعروا بالقلق إزاء استخدام الأسلحة الكيميائية".
وقدمت الولايات المتحدة حتى الآن لجيش المتمردين السوري إعانات وإمدادات طبية.
وفي نيسان/ أبريل قدمت الإدارة قرارًا من حيث المبدأ يوافق على توسيع دعمها العسكري للمعارضة بعناصر دفاعية مثل نظارات للرؤية الليلية، الدروع والمدرعات، وأعلنت هذه الخطوة من قبل وزير الخارجية جون كيري.
ونقلت المملكة المتحدة وفرنسا إلى فريق تحقيق الأمم المتحدة أن هناك حوادث صغيرة متكررة تم خلالها استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل قوات النظام.
وقاد كلا البلدين محاولة مشتركة ناجحة لرفع حظر الاتحاد الأوروبي على توريد الأسلحة إلى قوات المعارضة على الرغم من أن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون أكد، الجمعة، إنه لم يتم اتخاذ أي قرار لتسليح المتمردين.
ومن المقرر أن يجري محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في رئاسة الوزراء، الأحد، كجزء من الجهود الرامية إلى كسر الجمود الدولي.

وسوف تكون الأزمة أيضًا على رأس جدول الأعمال عند انضمامهم لغيرهم من قادة العالم، بمن فيهم أوباما والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في قمة الثمانية الكبار G8 في أيرلندا الشمالية، الإثنين.
وناقش وزير الخارجية البريطانية وليام هيغ الأزمة - التي تعتقد الأمم المتحدة أنها قد خلفت 93 ألف قتيل على الأقل - مع نظيره الأميركي جون كيري، الأربعاء.
وقال بعد هذه المحادثات أن المجتمع الدولي يجب أن يكون "مستعدًا لبذل المزيد من الجهد" لزيادة الضغط على النظام.
وأضاف كاميرون "إن الحظر قد فُرض للضغط على النظام لحضور محادثات السلام المقررة في جنيف بوساطة روسيا والولايات المتحدة".