صناعة خشب الزيتون

تعتبر صناعة خشب الزيتون من أقدم الصناعات التقليدية في فلسطين؛ حيث تطورت هذه الصناعة إلى إنتاج أشكال دينية تسوق إلى السياح، وخاصة في محافظة بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة، وحقّقت هذه الصناعة اليدوية، التي أدخلها فنانو العصر الصليبي إلى فلسطين، شهرة عالمية، لكنها تواجه منذ سنوات أزمات عديدة، منها شح خشب الزيتون، نتيجة الإجراءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، وإبادة الزراعات وإغلاق الحقول، وإقامة المستوطنات، التي أدت إلى اقتلاع آلاف من أشجار الزيتون.

وتستخدم في هذه الصناعة أخشاب شجر الزيتون الضعيفة التي لا تحمل ثمارًا فهي بذلك لا تتسبب في أضرار على القطاع الزراعي، وقبل عام 1967 كانت أغلب الأخشاب تحضر من سورية والأردن، أما بعد الاحتلال فأصبحت مناطق رام الله ونابلس هي المورد الأساسي لهذه المادة.

ويبلغ عدد مشاغل الزيتون في الضفة الغربية 120 مشغلاً يعمل بها حوالي 600 عامل، ويتخذ العمل الطابع العائلي في 95 % من منشآت هذه الصناعة، كما تقع هذه المشاغل ضمن نطاق المنازل؛ حيث تتبع عادة لسكن مالك المنشأة، التي ورثها غالباً عن أبيه وأجداده، وعلى ذلك فإن مهارات هذه الصناعة تكتسب من خلال العمل منذ الطفولة في المنشأة.

ويعتبر خشب شجر الزيتون، الأكثر طواعيةً للنحت لما يمتاز به من ليونة وألوان متدرجة من الفاتح إلى الغامق بحسب عمر الشجرة، وكلما كان عمر الشجرة أطول كانت الألوان زاهيةً ومناسبةً أكثر للأشغال ذات التفاصيل الدقيقة.

وتزدهر هذه الحرفة مع قرب الاحتفال بأعياد الميلاد وتوافد الحجاج المسيحيين إلى المدينة المقدسة، حيث يحرص الحجاج، على اقتناء التحف المصنوعة من شجرة الزيتون، التي تعد شجرةً «مباركةً» تم ذكرها في الكتب السماوية، لافتًا إلى «أهمية التحف كونها صنعت في أرض السلام ومن شجرة مباركة في أرض مباركة»، وتتميز التحف بروعة التصميم ودقة التنفيذ، حيث يستخدم الحرفي الفلسطيني الماهر أدوات تقليدية لوضع اللمسات الأخيرة عليها.