بيروت ـ جورج شاهين أعرب الأمير مقرن عن حرص بلاده، على أفضل العلاقات مع لبنان، نافيا "ما يشاع عن توجه المملكة إلى اتخاذ إجراءات بحق اللبنانيين العاملين فيها"، معلنا أن "السعودية حريصة على وجود الجالية اللبنانية على أراضيها، وهم دائما محل تقدير لدى  قيادة المملكة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز". وقال الأمير مقرن إلى الوفد المكون من رؤساء الهيئات الاقتصادية اللبنانية برئاسة الوزير السابق عدنان القصار، والذي يقوم بزيارة رسمية إلى السعودية، "إن سياسة المملكة ثابتة تجاه لبنان ولن تتبدل، لأن للبنان محبة خاصة عند المملكة، ولا سيما عند خادم الحرمين الشريفين الذي سيظل داعماً للبنان ولاقتصاده، وسيظل على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين، لأن الاستقرار هناك بالنسبة لنا يشكل مدخلا أساسيا، لتظل بيروت تلعب دورها الريادي المعروف على مستوى المنطقة".  وأشاد الأمير مقرن بالدور الذي تلعبه الهيئات الاقتصادية "نظرا لما تمثله من صورة تعكس حقيقة لبنان ودوره"، وطمأن الوفد، بأن لا نية لدى المملكة العربية السعودية، بسحب أي ودائع سعودية، سواء من قبل المستثمرين أو من قبل الحكومة السعودية، من المصارف اللبنانية"، مشيرا إلى "أن الأمر لا يعدو كونه إشاعة، من ضمن الإشاعات، التي صدرت في الآونة الأخيرة".  من ناحيته، تحدث القصار باسم الوفد، مُثَمِّناً كلام الأمير مقرن، وشاكرا له "حسن الاستقبال الذي رافق الزيارة"، مؤكدا أن "المملكة العربية السعودية، هي في قلب اللبنانيين جميعهم، الذين لا يستطيعون إلا أن يشكروا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز على مواقفه الداعمة للبنان ولاستقراره".  وأوضح أن "الإساءات التي بدرت عن بعض اللبنانيين وطالت خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن شيم اللبنانيين، الذين لا يمكنهم أن يردوا جميل المملكة التي دعمت بلادهم اقتصاديا وماليا واستضافت ولا تزال مئات ألوف العائلات، بهذه الإساءات الرخيصة".  وأبلغ القصار، الأمير مقرن، أن "هذا الموقف يمثل أيضا موقف المسؤولين السياسيين اللبنانيين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، الذي أبلغني نقل تحياته إلى خادم الحرمين الشريفين وإليكم، وتأكيده وحرصه إقامة أفضل العلاقات مع البلدان العربية ومنها الخليجية، ولا سيما المملكة العربية السعودية".  وقدم القصار للأمير مقرن التهنئة لمناسبة توليه منصبه الجديد، وشكل اللقاء مناسبة لاستعراض العلاقات اللبنانية - السعودية، والدور الذي لعبته المملكة ولا تزال على صعيد دعم ومساندة لبنان.  وزار وفد الهيئات الاقتصادية، الرئيس سعد الحريري في مقر إقامته في الرياض، وشكل اللقاء مناسبة لبحث الأوضاع العامة في لبنان، ولا سيما ما يتعلق منها بالشأنين السياسي والاقتصادي وأيضا الأمني، وجرى التأكيد من قبل الجانبين على "ضرورة ترسيخ الوحدة الوطنية، في ظل المرحلة الدقيقة التي يمر فيها لبنان نتيجة الظروف المضطربة في المنطقة العربية".  وشدد المجتمعون على "أهمية إبعاد لبنان قدر المستطاع عن مفاعيل الأزمة السورية"، وعلى هذا الأساس، دعا المجتمعون إلى "ضرورة الكف عن تعريض مصالح لبنان واللبنانيين للخطر، وأهمية اعتماد الخطاب السياسي العقلاني تجاه البلدان الخليجية التي شكلت ولا تزال صمام أمان للبنان ولنموه وتطوره".  كذلك تداول المجتمعون في الموضوع الانتخابي، وجرى تأكيد "أهمية إجراء الانتخابات في موعدها الدستوري، بما يساعد على ترسيخ الاستقرار في لبنان".  بدوره، ثمن الرئيس الحريري "الدور الذي لعبته وتلعبه الهيئات الاقتصادية، والذي أدى ويؤدي إلى صمود الاقتصاد اللبناني والمحافظة على نموه على الرغم من الظروف التي مر ويمر بها"، داعيا الهيئات إلى "استكمال لعب هذا الدور لأنّ القطاع الخاص اللبناني كان ولا يزال يشكل العمود الفقري لتطور الاقتصاد اللبناني وازدهاره".