القاهرة ـ عمرو والي طالب عدد من الخبراء والمتخصصين بضرورة ترشيد الاستهلاك للحد من الأزمات المتكررة لانقطاع الكهرباء الذي يعد مشكلة مزمنة في مصر مع قدوم شهور الصيف، حيث تسبّب انقطاع التيار المتكرر في عدد من المشكلات على القطاعات كافة مثل المستشفيات والمصانع والمنازل.   وأعرب عدد من المواطنين لـ"العرب اليوم" عن استيائهم من التكرار المتواصل لانقطاع التيار الذي ينقطع بشكل مفاجئ، في حين أكد عدد من تجار المستلزمات الكهربائية في حديثهم لنا أن ذلك الانقطاع ساعد في ازدهار تجارتهم.
   وقالت ميرفت محمود، ربة منزل، إن انقطاع الكهرباء يأتي في وقت حرج، حيث يخوض أبناؤها في المرحلة الابتدائية امتحاناتهم، مشيرة إلى أن ذلك يمنعهم من مواصلة الاستذكار.
   ونَبَّه أحمد حنفي، طبيب، إن انقطاع الكهرباء قد يحدث أثناء إجراء العمليات الجراحية مما يُعرِّض حياة المرضى للخطر، مشيراً إلى أن قسم استقبال الطوارئ الذي يعمل به هو من أكثر الأقسام حيوية ويحتاج إلى التجهيزات كافة بالإضافة إلى حضانات الأطفال والعناية الفائقة وغيرها.
   وأكدت غادة السيد، موظفة حكومية، أن انقطاع الكهرباء يهدد مصالح العاملين الذين يستخدمون أجهزة الكمبيوتر أو أجهزة الصراف الآلي بالنسبة للعملاء وغيرهم.
   وعلى الجانب الآخر تجد أن أسعار الكشافات ارتفعت بشكل كبير بسبب انقطاع الكهرباء وإقبال الكثيرين على شرائها، حيث أوضح محمد علي الذي يعمل فى متجر لبيع الأدوات الكهربائية في القاهرة أن أسعار الكشافات ارتفعت بنسبة 70% بسبب انقطاع الكهرباء.
   وأضاف أن أسعار الكشافات الصيني تتراوح ما بين 35 إلى 40 جنيهاً بالإضافة إلى أن الكشافات كلها ارتفع سعرها بعد قطع الكهرباء، كما أن هناك كشافات لم يعد تتوفر لديها قطع غيار مثل البطارية بسبب السحب الكثير لها من المواطنين.
   وأيده في الرأي السابق أحمد عوض، وهو يعمل في متجر لبيع الأدوات المنزلية، وقال إن هناك كشافات تحمل "لمبتين" وسعرها 140 جنيهاً وقبل انقطاع الكهرباء كان يتم بيعه بـ 100 جنيه، موضحاً أن هناك نوعاً من الكشافات به 60 لمبة وسعره 70 جنيهاً، مشيراً إلى أن الانقطاع المتكرر أحدث ازدهاراً في مبيعاتهم.
   فيما لفت الخبير الاقتصادي الدكتور شريف قاسم إلى أن مصر تعد من أكثر الدول العربية استهلاكاً للكهرباء، مشيراً إلى أن انتشار الأجهزة المبردة من تكييف وثلاجات ساعد على استهلاك معدلات عالية من الكهرباء.
   وأضاف لـ"العرب اليوم" أنه يمكن الاستعانة ببدائل أخرى للطاقة مثل توليد الطاقة الكهربائية من خلال الطاقة الشمسية أو الرياح وهي طرق مُستخدمة في مصر ولكن في نطاق محدود للغاية مع ضرورة ترشيد الاستهلاك وعدم استخدام الطاقة الكهربائية كلها في وقت واحد.
   وقال وكيل وزارة الكهرباء والمتحدث الرسمي للوزارة الدكتور أكثم أبو العلا، في تصريحات صحافية، إن قرار ترشيد الكهرباء بنسبة 50% هدفه تخفيف الأحمال، فالإنارة في الشوارع مثلاً هي مسؤولية المحليات، ونتيجة الإهمال وعدم المتابعة فإن الأحمال ضعف المعدلات العالمية.
   وأضاف أن تخفيف الأحمال عن الشوارع له آثار جانبية، وبخاصة مع إطفاء شوارع بأكملها بسبب تأخر تنفيذ المشروعات المقرر دخولها الخدمة وسرقة التيار وهذا ما دفع وزارة الكهرباء للعمل على تشغيل وإنشاء محطات للكهرباء حتى نتفادى الأعطال وزيادة الأحمال وفي الوقت نفسه نطالب المواطنين بمساعدتنا فى ترشيد الاستهلاك .