لندن ـ كاتيا حداد حذر رئيس لجنة الصليب الأحمر الدولية، إيفيز داكورد من أن "بريطانيا يمكن أن تواجه المزيد من أعمال الشغب، مثل تلك التي وقعت فيها خلال صيف العام 2011 بسبب الأزمة الاقتصادية، وأضاف أن "بريطانيا لابد وأن تتعظ وتعي الدرس جيدًا مما يحدث الآن في الشرق الأوسط، وأن تستفيد من تلك الدروس، لاسيما وأن المستقبل المجهول للاقتصاد ونقص الخيارات المتاحة أمام الشباب في بلدان الشرق الأوسط، كان السبب وراء اشتعال موجة الاضطرابات هناك".
وقال داكورد في تصريحات أدلى بها إلى برنامج "واتو الإخباري" في إذاعة الـ "بي بي سي" إن "استمرار الضغوط الاقتصادية سيكون لها تأثيرها الاجتماعي على الناس، كما أنه إذا لم ير الشباب مستقبلهم بوضوح، فإن السلطات البريطانية قد تواجه اضطرابات مشابهة لتلك التي وقعت خلال العام 2011". وأضاف أنه "لا يوجد ما يمنع تكرار مثل تلك الاضطرابات في بريطانيا".
وأوضح قائلا أن "أحد العوامل التي حركت الثورة في مصر وتونس، كان ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وعدم وضوح ملامح المستقبل في عيون الشباب".
وأضاف أنه "يدرك أنه لا وجه للمقارنة بما يحدث في الشرق الأوسط وما يحدث في أوروبا، ولكنه يدرك أنه يجب على أوروبا أن تعي على الأقل الدرس من الشرق الأوسط، لاسيما وأن المجتمع الأوروبي يضم أعدادًا كبيرة من غير المتعلمين والعاطلين في ظل غياب ملامح واضحة للمستقبل أمامهم، وهي عوامل يمكن أن تؤدي إلى نشوب أحداث عنف في أوروبا".
وأشار داكورد إلى "احتمالات نشوب المزيد من أعمال العنف في أوروبا، بسبب تزايد أعداد الفقراء فيها". وقال إن "منظمة الصليب الأحمر يتوجب عليها مساعدة المزيد من الناس في أنحاء القارة الأوروبية بسبب الحد من النفقات على الخدمات الحكومية لهؤلاء".
يذكر أن هناك ما يقرب من 2 مليون مواطن في إسبانيا وحدها يتلقون في الوقت الراهن مساعدات من الصليب الأحمر الدولي. وفي هذا السياق يقول داكورد إن "أعداد الفقراء في أوروبا يتزايد، ولكن الحكومات باتت أقل قدرة على تقديم المساعدات الاجتماعية لهم". وأوضح أنه "كانت هناك في الماضي شبكة اجتماعية لرعاية هؤلاء وحل مشاكلهم، إلا أن الوقت الراهن يشهد تزايدًا في أعداد الفقراء وانخفاضًا في المساعدات الاجتماعية من جانب الدولة، وهذا يعنى أن الدولة تركت هؤلاء لأنفسهم".
وأضاف قائلا أن "أوروبا اليوم ولأول على مدى الثلاثين سنة الماضية، باتت فجأة بلا أمل في المستقبل، وأن هذا الوضع من شأنه أن يوجد مزيدًا من التوترات والاضطرابات".
يذكر أن إنكلترا شهدت خلال آب/ أغسطس من العام 2011 أحداث شغب واضطرابات، أسفرت عن مقتل خمسة أفراد، وتعرض مئات المؤسسات التجارية والمنازل لهجمات وأعمال سلب ونهب على مدى أربعة أيام في أنحاء المدن الإنكليزية كافة.