القاهرة ـ سارة رفعت
وُلد موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب في مثل هذا اليوم عام 1902 بالقاهرة في حي باب الشعرية، وبدأ الغناء في سن مبكرة إذ كان مؤديا متميزا عندما كان عمرة 7 أعوام.
زيجاته
تزوج عبدالوهاب 3 مرات، الأولى من سيدة تكبره بربع قرن، وتم الطلاق بعدها بعشرة أعوام، وفي عام 1944 تزوج محمد عبدالوهاب من زوجته الثانية "إقبال" وأنجبت له خمسة أبناء هم أحمد ومحمد وعصمت وعفت وعائشة، واستمر زواجهما سبعة عشر عامًا وانتهى بالطلاق في عام 1957، وكان زواجه الثالث من نهلة القدسي.
مشواره الفني
وبدأ عبدالوهاب العمل كمطربٍ في عام 1914، وهو في العاشرة من عمره يغني بين الفصول حيث سمعه فوزي الجزايرلي صاحب إحدى الفرق وقرر تقديمه للجمهور رغم صغر سنه، بل إنه علق على باب المسرح إعلانًا يقول الطفل الأعجوبة الذي يغني لسلامة حجازي، وبينما كان محمد عبدالوهاب يغني بين فصول الروايات في فرقة عبدالرحمن رشدي المحامي، شاهده أمير الشعراء أحمد شوقي في إحدى الليالي يغني فأشفق عليه واستنكر أن يحترف العمل في هذه السن الصغيرة، واعترض لدى صاحب الفرقة، لكنه لم ينجح في تثبيط عزيمته، وانزعج عبدالوهاب لهذا الموقف كثيرًا وظل يخشى الظهور أمام شوقي، ولم يسمعه شوقي يغني ثانيةً إلا بعد عشر سنوات، ففي عام 1924، قدمه شوقي، لأصدقائه الأثرياء وأصبح فنانًا مشهورًا في حفلات الطبقة العُليا، وكان لألحان عبدالوهاب، مع كلمات شوقي شعبيةً للغاية بين جميع فئات الناس، وكان عام 1925، بداية اعتراف المجتمع الفني بمحمد عبدالوهاب، حيث استدعته سلطانة الطرب منيرة المهدية وطلبت منه إكمال تلحين روايةً لم يكملها سيد درويش قبل وفاته ألا وهي رواية كليوباترا.
أقرأ ايضَا:
الأمم المتحدة تمنح محسن جابر درع موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب
واستمر عبدالوهاب في تقديم ألحانه للآخرين لكنه توقف عن الغناء في منتصف الستينات تقريبًا، وله في تلك الفترة أعمال وطنيةٌ متميزة مثل ناصر، والله وعرفنا الحب، وطني حبيبي، الجيل الصاعد، صوت الجماهير، ويا حبايب بالسلامة، وله في تلك الفترة بعض القصائد العاطفية نذكر منها لنجاة الصغيرة أيظن، وماذا أقول له من أشعار نزار قباني، ولا تكذبي التي غناها عبدالوهاب وعبدالحليم ونجاة الصغيرة كلّ بمفرده من شعر كامل الشناوي، وفي عام 1963، ظهر عبدالوهاب في آخر فيلم سينمائي له باسم "منتهى الفرح"، اشترك فيه بالغناء فقط بأغنية هان الود، واعتزل بعدها الغناء تقريبًا وتفرغ للتلحين.
والتقى محمد عبدالوهاب وأم كلثوم في أول عملٍ فني مشترك يحمل اسم "إنت عمري" عام 1964، وانتهت بذلك عقودٌ طويلة من المنافسة بينهما، وبدأت مرحلة جديدة من إبداعات عبدالوهاب الموسيقية استمرت عشر سنوات، وسجل عبدالوهاب أول أسطوانةٍ من ألحانه وكلمات الشيخ يونس القاضي، "فيك عشرة كوتشينة"، وظهر فيها تأثره بموسيقى سيد درويش، وذلك عام 1972.
السينما وعبدالوهاب
دخل عبدالوهاب عالم السينما بأول فيلمٍ غنائيٍ له "الوردة البيضاء" وعمره 29 عامًا، وأتبع هذا الفيلم بخمسة أفلام أخرى، قام ببطولتها تمثيلاً وغناءً كان آخرها عام 1947 وعمره 43 عامًا، ثم اشترك بالغناء فقط في فيلمين، أحدهما هو غزل البنات مع ليلى مراد ونجيب الريحاني عام 1949، والآخر كان فيلم "منتهى الفرح" عام 1963.
واحتوت تلك الأفلام على عشرات من أجمل أغاني عبدالوهاب، وتميزت بالبساطة والتحديث، وأدخل إلى أفلامه طابع الحياة الغربية واستخدم إيقاعاتٍ أوربية مثل التانجو والسامبا والرومبا، وما زالت مقاطع أغانيه في الأفلام تذاع لليوم في كثيرٍ من محطات الراديو والتلفزيون العربية والقنوات الفضائية.
وفاته
وتوفي عبدالوهاب في 4 أيار/ مايو 1991 إثر إصابته بجلطةٍ دماغية، فور سقوطه على أرضية منزله بعد أن تعرّض للانزلاق المفاجئ.
وقد يهمك أيضَا:
ألحان عبد الوهاب بتوزيعات الشاروني في الأوبرا
"إذاعة الأغاني" تُحيي ذكرى رحيل موسيقار الأجيال الـ23 الثُّلاثاء