مسلسل "باب الحارة"

نشر المخرج عزام فوق العادة عبر صفحته على "فيسبوك" ردًّا على الانتقادات وردود الفعل السلبية تجاه مسلسل "باب الحارة" الذي أخرج جزأيه السادس والسابع، مفنّدًا الانتقادات إلى مواضيعها الرئيسية ليردّ على كلّ منها على حدة.

وشكر المخرج السوري كل من انتقد العمل، وأقرّ باحتمالية وجود أخطاء تقنية أو درامية فـ "نحن لسنا كاملين ومنزهين عن أي خطأ"، وأضاف "لكننا أيضًا عملنا بتفاني وحاولنا بكل شرف وإخلاص، وضمن الظروف الراهنة والممكنة في سورية وذلك يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار"، وفيما يتعلّق بموضوع الإساءة للتاريخ ولصورة دمشق اعتبر فوق العادة أنّ البيئة الاجتماعية لمسلسله هي إحدى البيئات السورية المحافظة، فـ "دمشق عبر التاريخ تحتفي بالتنوع، وهذه سمتها الحضارية الجميلة، تحتضن كل الثقافات، وكل حي في المدينة له هويته الخاصة إلى حد ما، ويتبدّى في اختلاف الديانات وفلسفاتها واختلاف القوميات".

وأضاف : "اليوم مايصحّ من شكل أو مضمون في لباس وتقاليد وحياة الناس في حي الميدان الدمشقي، يختلف عنه كثيرًا في حي المالكي أو القصاع أو باب توما الدمشقيين"، وتسائل قائلًا "هل يصح أن نسأل من الدمشقي بين هذه الأحياء؟، نحن نرى أن كل هؤلاء معًا هم دمشق، وليس حيًا واحدًا وبالتالي لا يجب أن يكون عكس أحد الأوجه المختلفة هو موضوع صراع بقدر مايكون احتفالية بالتنوع، باب الحارة لا يدعي تمثيل حي دمشقي بعينه ولم ولن يدعي التأريخ لدمشق"، فهو " حدوتة افتراضية في مكان افتراضي واسم افتراضي، فليس في دمشق كلها حي أبوالنار أو حارة الضبع".
وضرب عزام فوق العادة مسلسلات "الخربة" و"ضيعة ضايعة" كأمثلة على مسلسلات تجري أحداثها في بيئة معينة وسأل هل شوّهت هذه الأعمال البيئة الافتراضية التي تحدث عنها؟ طبعا لا".

واعتبر أن اتباع صناع "باب الحارة" مقتضيات الحدوتة الشعبية هو خيار فني وسمة وملمح وليس عيبًا ولا يمكن النقاش حوله"، مضيفًا "لا يمكن أن نطلب من أعمال اكتسبت أهميتها من عمق خصوصيتها - مثل الولادة من الخاصرة للأستاذ سامر رضوان أو خان الحرير للروائي نهاد سيريس أو حرائر للسيدة عنود الخالد -، أن تعدل نفسها لأنها لا تمثل بيئة أو حي آخر مختلف عن حيك أو مدينتك"، ووصف بعض الانتقادات بالخطيرة والعنصرية تجاه المكونات الدينية والمذهبية للمجتمع السوري التي تناولها المسلسل.

وقال عزام فوق العادة أيضًا "باب الحارة حدوتة اجتماعية بسيطة، احتفالية بالمكان والبيئة والعلاقات الاجتماعية والقيم وليس مطلوبًا تحميله أكثر من طاقته، خاصة على الأصعدة التاريخية أو السياسية، فهو حدوتة درامية ترفيهية وليس منشورًا سياسيًا أو مرجعًا تاريخيًا".

واختتم هذا الموضوع بالقول: "نحن لا نقول أن "باب الحارة" يمثل دمشق ورغم أن بيئته محافظة لكنها وعلى الدوام احتفلت بكل القوميات والأديان السورية، لأنه جزء من بنيتها، وستتابع العمل على هذا المنوال إن قدّر للمسلسل النجاح والاستمرار في أجزاء قادمة"، فيما يتعلق بـ "شماعة تحقير المرأة" رأى المخرج أنها لا تستحق الرد فهي "أخذت حيز واسع من اهتمام حملة راية تحرير المرأة اللذين استثنوا من تحليلاتهم ونضالاتهم كل المسلسلات السورية والعربية والأجنبية الأخرى، أو حتى الدعايات".
واعتبر أنه من الخطأ "إبراز صورة لسيدة أو مجموعة سيدات دمشقيات سافرات يتظاهرن أو في الجامعات السورية، أو إظهار أعمالهن الريادية العظيمة على أنها الشكل الحقيقي والوحيد لدمشق في تلك الأيام. فلو كانت هذه الصور تمثل فعلا كل دمشق، و تمثل كل نساء دمشق وقتها، لما كنّا على مانحن عليه اليوم" .

وتطرق عزام فوق العادة في رده إلى ما نشرته الصحافة أخيرًا عن أخطاء إخراجية في الجزء السابع مستغربًا تداول صحف كبيرة معروفة بمصداقيتها لأخبار الصحافة الصفراء والأخبار الكاذبة فـ "الجميع نشر خبر ظهور أبومرزوق في لقطة من الجزء السابع على أنّها خطأ إخراجي على اعتبار أن الشخصية قد توفيت في أجزاء سابقة، ولم يكلّف أحد نفسه مراجعة الأجزاء السابقة أو الاتصال بفريق العمل للتأكد، مرتكبين حماقة تكرار خبر التقطوه من الصحافة الصفراء على الإنترنت"، "طبعًا باب الحارة مثله مثل أي عمل يحتاج لنقد ونقد احترافي، ولكننا الحقيقة نجابه فقر كبير في هذا المجال" و "كل ماقرأناه من نقد للآن كان عبارات وضعت في سياق الشتيمة أكثر من كونها نقد احترافي".

واختتم المخرج عزام فوق العادة حديثه بالقول "لانطمح للرد على الشتيمة بالشتيمة والسخرية بسخرية أخرى ، نجاح باب الحارة لا يمكن اغفاله نأمل بالتوقف عن ضرب الشجرة المثمرة بالحجارة، لنسأل: ألا تستحق تجربة باب الحارة دراسة احترافية نقدية بشكل أفضل؟ ما سبب هذا النجاح؟ كيف يمكن ان نكرّسه و نحتفل به كمنتج درامي فني؟ ما العناصر التي سببت النجاح؟ كيف يمكن أن ننعمم هذه العناصر لبقية أعمالنا الدرامية لكي نضمن لها نجاح مشابه؟ ما الذي حمله باب الحارة في مكنوناته وأحبه الناس بهذه الطريقة؟ الحدوتة أم البيئة أم القيم والأفكار أم الشخصيات؟ أسئلة كثيرة أخرى.