غزة ـ محمد حبيب قام فريق من الجراحين البريطانيين بإجراء أول عمليات زرع للأعضاء في غزة كجزء من خطة طويلة الأجل لتدريب الطواقم الطبية المحلية لتنفيذ هذه النوعية من العمليات في المستقبل.فقد خضع اثنان من المرضى لزراعة الكلى في مستشفى الشفاء ، وهو أكبر المشافي العامة في غزة ، والذي يعاني من الاكتظاظ ، وانقطاع التيار الكهربائي الدائم ونقص في الأدوية والمعدات. وأجريت عمليات زرع الأعضاء قبل أسبوعين من قبل فريق الأطباء المتطوعين من المستشفى الملكي البريطاني في مدينة ليفربول شمال غرب انكلترة .
وقال زياد معتوق الذي يبلغ من العمر "42 عامًا" والذي ولد بكلية واحدة واصيب بفشل كلوي قبل عدة سنوات "لا أستطيع أن أعرب عن مدى سعادتي أنا فخور بأنه تم إجراء أول عملية زرع في غزة وانا أريد عناق وتقبيل جميع الأطباء."
وتبرعت زوجة معتوق بإحدى كليتيها على أمل ان يعود لوظيفته كبائع فلافل في مخيم المغازي للاجئين ، وسط قطاع غزة ، في غضون ستة أشهر.
وكان الزوجان قد سمعا عن عمليات الزرع في القاهرة، ولكن تم رفضهم في مستشفى حكومي، لأنهم لا يستطيعون تحمل رسوم المستشفى الخاص.
وقد تم التواصل بين غزة والمملكة المتحدة قبل نحو سنة بعد اتصال حماد عبد القادر، وهو طبيب في مستشفى ليفربول الملكي، بطبيب التخدير في مستشفى الشفاء ، الذي وصف الكثير من الصعوبات التي تواجه المستشفى في غزة خاصة في عمليات غسيل الكلى إذ يضطر مستشفى الشفاء إلى الاعتماد على المولدات الكهربائية بسبب انقطاع التيار الكهربائي بشكل يومي ، كما أن قطع غيار آلات غسيل الكلى المتهالكة يصعب استيرادها بسبب الحصار ، كما أن هناك نقص في إمدادات المواد الاستهلاكية ، مثل خطوط الدم والمرشحات" الفلاتر" ، وهي غالبا ما تكون نادرة ، حيث تفرض إسرائيل قيودا شديدة على الواردات إلى غزة منذ العام 2007 و 2010، وهي مستمرة في السيطرة على تدفق البضائع من وإلى القطاع.
ووفقًا لتقارير مستشفي الشفاء هناك نحو 500 مريض ، من بينهم 40 طفلا في حاجة لغسيل الكلى مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع .
وبعد رحلة استكشافية في شهر نيسان / أبريل الماضي ، وصل حماد وهو فلسطيني الأصل وثلاثة من زملائه من ليفربول إلى غزة عن طريق مصر الشهر الماضي ومعهم المعدات المتخصصة .
وقد تم اختيار اثنين من المرضى لإجراء عملية جراحية. ألأولى لرجل مصاب بالفشل الكلوي وتبرع له شقيقه الأصغر في عملية استمرت ست ساعات. والثانية كانت لمعتوق .
وقد أجريت عملية جراحية من قبل الفريق البريطاني، بمساعدة من الأطباء والممرضين العاملين بمستشفى الشفاء فى قطاع غزة.
ويأمل الأطباء البريطانيون أن يقوم الأطباء الفلسطينيون بعمليات زراعة الكلى بشكل مستقل في نهاية المطاف.
ويعمل مستشفى الشفاء مع وزارة الصحة في غزة على وضع خطط لتدريب الاطباء والجراحين وطاقم التمريض وفنيي المختبرات على جراحة زرع في ليفربول الملكي.
وقال الطبيب حماد أن"التمويل هو المشكلة ولكننا في نفس الوقت سوف نعود إلى غزة كمتطوعين لإجراء المزيد من عمليات الزرع ومن المقرر زيارة أعضاء فريق ليفربول القادم  في شهر أيار / مايو.