الرباط ـ رضوان مبشور كشفت دراسة جديدة تم إعدادها من طرف الجمعية المغربية للدراسات والأبحاث بشأن الهجرة، بشراكة مع المؤسسة الأوروبية للتكوين، أرقامًا صادمة عن ميول شريحة من سكان المملكة المغربية الباحثين عن ملاذ آمن اقتصاديًا واجتماعيًا في بلدان المهجر، وبلغت نسبة الراغبين في الهجرة إلى فرنسا 32 في المائة مقابل 21 في المائة إلى إسبانيا، ثم إيطاليا بـ 15 في المائة وهولندا بـ 5 في المائة. وبحسب الدراسة، فإن نسبة 42 في المائة من المشاركين في الاستطلاع، الذي شمل عينة تضم 4 آلاف شخص، عبّروا عن نيتهم في الهجرة إلى الخارج، كما كشفت الدراسة ذاتها أن 33 في المائة من نسبة 42 في المائة المذكورة أبدوا تطلعات متوسطة نحو الهجرة، فيما عبر الـ 9 في المائة الآخرون من المستجوَبين عن رغبتهم العارمة في الهجرة.
أقر واضعو الدراسة بغلبة أحلام الهجرة على الجنس الذكوري بنسبة 48 في المائة، مقابل 35 في المائة لدى النساء، ورغم ذلك أقرت الدراسة بتحول سريع نحو تأنيث الهجرة، نظرًا إلى ظاهرة التجمع العائلي المتزايد.
أكدت الدراسة ذاتها أن نوايا الهجرة تنشط كثيرًا في صفوف الشباب بنسبة تبلغ حوالي 64 في المائة غالبهم غير متزوجين، وفي مستوى تعليمي متدنٍّ.
وفي ما يخص الوجهات المفضلة للراغبين في الهجرة، فقد أكدت الدراسة هيمنة الوجهة التقليدية للمغاربة، والمتمثلة في دول أوروبا الغربية، حيث بلغت نسبة الراغبين في الهجرة إلى فرنسا 32 في المائة، مقابل 21 في المائة إلى إسبانيا، ثم إيطاليا بـ 15 في المائة وهولندا بـ 5 في المائة. أما المهاجرون الذين يتوفرون على مستوى تعليمي عالٍ فيفضلون الهجرة إلى كل من الولايات المتحدة الأميركية وكندا.
كما أكدت الدراسة أن مدينة أكادير احتلت المرتبة الأولى في نوايا الهجرة بـ 52 في المائة، متبوعة بمراكش بنسبة 49 في المائة، كما ظهرت نزوعات ضعيفة في كل من العاصمة الإدارية الرباط والعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء.
وبالنظر إلى أن الهجرة ليست جنة دائمًا، فقد اشتكى حوالي 42 في المائة من الرجال، و 51 في المائة من النساء لسبب تدني الأشغال التي يقومون بها مقارنة مع كفاءاتهم، أكثر من ذلك أظهرت الدراسة أن نسبة 44 في المائة من الرجال و 25 في المائة من النساء المهاجرين يشتغلون من دون عقود عمل تضمن حقوقهم الاجتماعية.
ولم تكشف الدراسة فقط إحصائيات من لهم نزوعات في الهجرة، بل قدمت أرقامًا للمهاجرين العائدين للمغرب، حيث كشف واضعو الدراسة أن 40 في المائة من الذين فضلوا العودة إلى المغرب، نجد 26 في المائة منهم عادوا لأسباب عائلية، و 5 في المائة لصعوبة الاندماج الثقافي، و 5 في المائة بسب الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بأوروبا، و4 في المائة لإحالتهم على التقاعد