بيروت ـ جورج شاهين يغادر لبنان، صباح الجمعة، متجهًا إلى الفاتيكان للقاء قداسة البابا وتهنئته باعتلائه السدة البابوية في أول لقاء بينهما  منذ انتخاب البابا في منتصف شهر آذار / مارس الماضي، ويمضي الرئيس سليمان وعقيلته ووفد من العائلة أياما عدة في العاصمة الإيطالية في زيارة خاصة تمتد إلى الأحد المقبل.
وبذلك ينضم رئيس الجمهورية بوجوده خارج البلاد إلى رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي الموجود في العاصمة الفرنسية باريس منذ نهاية الأسبوع الماضي بعدما أمضى ثلاثة أيام في العاصمة البريطانية على أن يعود مطلع الأسبوع المقبل إلى لبنان.
وفي هذه الأجواء لازالت عملية تشكيل الحكومة الجديدة التي يتولاها الرئيس المكلف تمام سلام متعثرة لأسباب عدة تتصل بمطالب تطرحها قوى الثامن من آذار التي فقدت أكثريتها منذ استقالة الرئيس ميقاتي في 21 آذار/ مارس الماضي وخروج جنبلاط من تحالفه مع قوى 8 آذار وانضمامه إلى قوى 14 آذار على المستوى الحكومي.
وكشفت مصادر معنية بمسيرة تأليف الحكومة وتتعاطى مع الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية إلى " العرب اليوم" أن الحركة الجارية على مستوى تشكيل الحكومة الجديدة لم تتقدم بوصة واحدة إلى الأمام، مشيرة إلى أن الأمور تدور في مكانها والعراقيل التي حالت دون الوصول إلى قواسم مشتركة لا زالت قائمة على حالها من دون أي تعديل في المواقف الأساسية.
وكشفت المصادر أن اللقاء الذي عقد بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام،  ظهر الأربعاء، لم يسجل أي تقدم بعدما أجريت مراجعة شاملة للمواقف من التشكيلة في شكلها ومضمونها وتركيبتها، مشيرة إلى أنه لم يكن لدى الرئيس سلام ما يقوله بعد لقائه الرئيس سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا وهو الذي أطفأ محركاته الحكومية وما زال متمسكًا بهذا الموقف.
وأضافت أن اللقاء خصص للبحث في العقد التي لا زالت على حالها، فصيغة الـ 8 ـ 8 ـ 8 لكل من قوى 8 و 14 آذار والوسطيين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف ووليد جنبلاط، وتلك التي طرحت على قاعدة 7 لقوى 8 آذار و 7 لقوى 14 آذار اصطدمت بالعوائق ذاتها وبخاصة بعدما أصر الثنائي الشيعي من "أمل" و"حزب الله" على تمسكه بالحقائب الشيعية الخمسة كاملة ، فحالت دون الوصول إلى هاتين الصيغتين.
 ففي الصيغة التي قالت بسبعة مقاعد لقوى 8 آذار والثانية التي قالت بصيغة الثمانية اصطدمتا بالعقدة عينها، حيث إنه بعد احتساب المقاعد الشيعية الخمسة للثنائي "أمل" و"حزب الله" افتقدت حصص باقي مكونات قوى 8 آذار المسيحية، وإن بقي لها مقعدان في صيغة من الصيغتين وثلاثة  في أخرى استحال توزيعها بعدل على الأطراف الأخرى لانتفاء حصة حزب "الطاشناق" الرمني وتيار المردة بزعامة سليمان فرنجية عدا التيار الوطني الحر بزعامة العماد ميشال عون.
وأوضحت المصادر أن مواقف النائب وليد جنبلاط لا زالت على حالها وهو يطالب بعدم استبعاد أي طرف من الحكومة ولا سيما "حزب الله" وهو أمر أحرج الرئيس المكلف وحال دون الوصول إلى صيغة قابلة للتشكيل حتى الأمس القريب.
ورصد "العرب اليوم" عدم الوصول إلى أي قاسم مشترك بين أطروحات النائب جنبلاط وحزب الله وهو ما أكده عدم التفاهم بين الوزير وائل ابو فاعور والنائب علي فياض اللذان التقيا الخميس  للبحث في ملف النازحين السوريين في لبنان وقانون الانتخاب.
وفي هذه الأجواء واصل المجلس الدستوري البحث في الطعن الذي تقدم به الحزب التقدمي الاشتراكي ونواب من قوى 14 آذار والرئيس نجيب ميقاتي بشأن تعليق العمل بالمهل القانونية الخاصة بقانون الانتخاب المعروف بقانون الستين الذي يرفضه معظم اللبنانيين ويتمسك به علنا تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي في ظل أجواء من التكتم ووسط تعتيم إعلامي واسع.
وقال رئيس المجلس الدستوري القاضي عصام سليمان  لـ "العرب اليوم" إن البحث سري للغاية وليس هناك ما يعلن عنه حتى ساعة صدور القرار الذي لا يمكن أن يتجاوز في موعد صدوره السادس والعشرين من شهر أيار / مايو الجاري كحد أقصى تاريخ مرور شهر على التقدم به، وإن أنجز قبل هذا التاريخ لن نؤجل الإعلان عنه.
وأكد سليمان أخيرا على أهمية أن يقوم المجلس بمهامه بسرية مطلقة ولن نتكلم في هذا الموضوع بعد اليوم إلى حين صدور القرار النهائي وسيكون بتصرف الإعلاميين وسينشر في الجريدة الرسمية فور صدوره.
في سياق آخر سجلت التطورات الأمنية منحًا سلبيًّا على الحدود اللبنانية – السورية الشرقية بعدما تجددت المعارك بعنف بين القوات السورية والجيش السوري الحر في أكثر من منطقة قبالة مشاريع البقاع اللبنانية والمزارع المجاورة لها.
وذكر مواطنون في منطقة الجورة في جوار مشاريع القاع الواقعة إلى الجهة اللبنانية من الحدود أن "قوة من 70 عنصرًا من الجيش النظامي السوري دخلت إلى المنطقة وطلبت من سكان المنازل الذين لا يتعدى عددهم العشرة منازل مغادرتها، معربين عن نيتهم تفجيرها منعا لاستعمالها لأغراض عسكرية ضدهم."
ونزح الأهالي باتجاه مناطق أكثر أمانًا قبل أن يتبلغوا لاحقًا بإحراقها،  ولم تتمكن القوى الأمنية من بلوغ منطقة التوتر حتى ساعة متقدمة من ليل الخميس، وترافقت العملية العسكرية السورية التي  سجلت خرقًا فاضحا للحدود اللبنانية – السورية في المنطقة مع اشتباكات عنيفة دارت في تلال الجوسية وتلة الحنش المطلة على عرسال ومشاريع القاع استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة.