القاهرة - أكرم علي اعتبرت بعض القوى المدنية تظاهرات الإسلاميين أمام مقر جهاز الأمن الوطني، تهديدًا مباشرًا للمنظومة الأمنية، بتحريك من جماعة "الإخوان المسلمين"، لهدف هدم مؤسسات الدولة ذات السيادة. وحذر سياسيون من اتجاه جماعة "الإخوان المسلمين" إلى القضاء على مؤسسات الدولة كافة، لافتين إلى أنه "بعد نشوب معركة القضاء، والمحاولة للسيطرة عليه، يتجهون الآن إلى هدم الشرطة، عن طريق السيطرة على جهاز الأمن الوطني، الذي يعد أبرز جهاز لحماية الأمن القومي المصري".
وقال نائب رئيس الحزب "المصري الديمقراطي" فريد زهران أن "الإخوان المسلمين هم من يحركون هؤلاء، في إطار خطتهم لكسر هيبة جميع أجهزة الدولة السيادية".
وأضاف زهران لـ "العرب اليوم" أن "تظاهرات الإسلاميين تهدف إلى صرف الأنظار عن القضية الأساسية، التي تشغل المجتمع الآن، وهي السيطرة على القضاء، من خلال مناقشة قانون السلطة القضائية".
في حين أكد أستاذ العلوم السياسية محمد سلمان لـ "العرب اليوم" أن "الإخوان المسلمين، يريدون شغل الرأي العام، وتصدير مشهد زائف للمواطنين، بأن السلفيين هم المعارضة الرسمية القوية على الساحة السياسية"، موضحًا أن "الهدف من تلك التظاهرات الاستقواء على أجهزة الدولة، وتصدير الرعب إلى الأجهزة الأمنية، من أجل إضعافها، بما يصب في مصلحة الإخوان المسلمين، للسيطرة عليها"، داعيًا القوى المدنية إلى "التصدي لكل هذه المحاولات، التي تريد النيل من الأجهزة الأمنية، لحساب الإخوان المسلمين".
وأوضح عضو جبهة "الإنقاذ الوطني" عصام شيحة لـ "العرب اليوم" أن "محاولة تيار الإسلام السياسي تفكيك أجهزة الشرطة، تأتي في إطار عملهم على إنشاء كيانات موازية، مثل جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وشرطة موازية، وحرس ثوري"، مشيرًا إلى أنه "في حال وجود تجاوزات، كما كانت قبل الثورة، فلا يمكن حل تلك التجاوزات باقتحام المقرات"، مطالبًا بتدخل الرئيس محمد مرسي، لوقف هذه المحاولات، إذا كان رئيسًا لكل المصريين، ويريد حماية أمن مصر القومي.
في المقابل، قال مؤسس ائتلاف "الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر" الشيخ هشام العشري أن "عصر تواطؤ الأمن مع النظام انتهى، وأصبحنا الآن في حماية الدولة الإسلامية"، مؤكدًا أن "عودة ضباط أمن الدولة لممارسة القمع ضد الإسلاميين تعد انتحارًا".
ووجه العشري رسالة لضباط الأمن الوطني، من خلال تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي"فيسبوك"، قال فيها "توبوا وارجعوا إلى الله، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، وارجعوا من أجل حماية الدولة المصرية المسلمة"، مضيفًا أن "مصر ستكون دولة إسلامية، تحكم بالشريعة الإسلامية".
فيما اعتقد القيادي السابق في حزب "الأصالة" السلفي، وعضو مجلس الشعب السابق المحامي ممدوح إسماعيل أن "رسالة وقفة الإسلاميين أمام الأمن الوطني كانت موجهة لأطراف عديدة"، موضحًا أنه "ذهب لدعم الوقفة أمام الأمن الوطني"، وأضاف أنه "على الرئاسة أن تستغل القوى الإسلامية، والشعبية، لتحقيق التغيير، وإلا سيندم الجميع"، لافتًا إلى أن "الإسلاميين انصرفوا بعد أن شعروا بوجود من سيفسد الرسالة".
وكان العشرات من المتظاهرين، من ذوي الاتجاه "الإسلامي"، قد تظاهروا، الخميس، أمام مقر جهاز الأمن الوطني (غرب القاهرة)، لرفض ممارسات جهاز أمن الدولة المنحل، وحاولوا اقتحامه، إلا أن قوات الشرطة تصدت لهم.