السورية إلى تركيا.
وأجرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية مقابلة مع الصحافية الإيطالية سوزان دبوس، 30 سنة، والتي كانت تقوم بمهمة صحافية في سورية في صحبة ثلاثة صحافيين إيطاليين لحساب تليفزيون "راي" الإيطالي.
وقالت دبوس "إن الجماعة احتجزتها في بلدة مسيحية في شمال سورية أثناء قيامهم بتصوير الكنائس التي دُمرت، وتصوير جدرانها وما عليها من نقوش وكتابات غرافيتي، وقد قام خاطفوها بتعصيب عينيها طول فترة احتجازها معهم.
وأضافت أنها لم تتعرض إلى أي أذى جسدي، ولكنها كانت تخشى من احتمال قيامهم بقتلها.
وتابعت أنهم حتى السبت، قاموا بتعذيبها نفسيًا عندما هددوها بقطع يديها، لأنهم اعتقدوا أنها جاءت لتكتب تقريرًا عنهم، الأمر الذي أصابها بالرعب.
ويعتقد أن الخاطفين كان من بينهم جزائريون ومغاربة.
وقالت دبوس إنهم تعرضوا إلى الاختطاف أثناء تجوالهم حول كنيسة قالت إنها تعرضت إلى التخريب وانتهكت قدسيتها.
وواصلت "لقد اعتقدوا أننا سوف ننسب ذلك التخريب إليهم، وذلك على الرغم من أننا لا نعرف بالضبط من فعل ذلك بالكنيسة".
وقالت إن المجموعة قامت باحتجاز الصحافيين الثلاثة الآخرين في غرفة واحدة معًا بوصفهم من "الكفار"، وأبلغوهم أنهم سوف ينقلونهم إلى محكمة شرعية "لمحاكمتهم وعقابهم".
وقام الخاطفون أثناء فترة الاعتقال باصطحاب دبوس إلى امرأة قيل إنها زوجة أحد المقاتلين، وقامت كلتاهما بالطبخ معًا داخل المنزل الذي كانت تُحتجز داخله، والذي كان يتعرض إلى القصف أثناء الليل على يد قوات النظام السوري.
وعن علاقتها بخاطفيها خلال فترة الاعتقال قالت دبوس "كنت أعرف أن الطريقة الوحيدة للنجاة هي أن أتعامل معهم ككائنات بشرية وليس كوحوش، وكنت أصلي يوميًا، وعرفت خلال تلك الفترة أنهم وعلى الرغم من أسلوبهم المرعب إلا أنهم كانو رجالاً لهم أمهاتهم وزوجاتهم".
وذكرت الكثير من مواقع الجماعات "الجهادية" مع مطلع هذا الشهر أن جبهة "النصرة" توحدت رسميًا مع "تنظيم القاعدة في العراق"، الذي يعتقد بأنه أرسل مقاتلين عبر الحدود للمشاركة في محاولات إسقاط نظام بشار الأسد.
وعلى الرغم من أن الكثير من جماعات المقاومة السورية لا تشارك جبهة "النصرة" في رؤيتها الدينية المتشددة ، إلا أن مهاراتها القتالية جعلت منها واحدة من بين أكثر وحدات المقاومة المرعبة التي تقاتل نظام بشار الأسد.
ولم تُدْلِ الحكومة الإيطالية بأي تفاصيل عن كيفية الإفراج عن الصحافيين الأربعة، وفي الماضي كان يعتقد بأن الحكومة الإيطالية تقوم بدفع مبالغ على سبيل الفدية للإفراج عن رهائنها، ولكن في ظل حالة الفوضى التي تصاحب الحرب الأهلية في سورية يبدو أنه من غير المرجح قيام الحكومة الإيطالية باتباع هذه الوسيلة.
ونسبت صحيفة "ديلي تلغراف" إلى مصادر قريبة من الخاطفين قولهم إن عملية الإفراج عنهم تمت من دون مقابل نقدي.
وقالت تلك المصادر "إن مترجم الصحافيين الذي اعتقلته جماعة الخاطفين في بداية الأمر ثم سرعان ما أفرجت عنه لعب دورًا مهمًا في محاولة الإفراج عنهم، حيث لجأ إلى بعض الشيوخ المحليين وقام بجولات مكوكية بين جماعة الخاطفين وزعيمهم، وفي أحيان كثيرة اضطر إلى قضاء الليل في سيارته خارج مقر الجماعة على الرغم من حدة قصف القوات الحكومية.
وقالت دبوس "لولاه ما تم الإفراج عنا، وأنا مدينة تمامًا له بحياتي".
يُذكر أن عمليات الاختطاف في سورية لأسباب دينية أو سياسية أو مادية باتت ظاهرة متكررة، ففي شهر شباط/ فبراير الماضي تعرض مواطن إيطالي واثنان من الروس إلى الاختطاف، وتم الإفراج عنهم لاحقًا.
وكانت دبوس وهي من أصول سوري وتتخذ من لبنان مقرًا لها في الوقت الراهن أمضت الثمانية عشر شهرًا الماضية في تغطية الصراع السوري.
أما عن الإيطاليين الثلاثة الآخرين المفرج عنهم فهم مراسل تليفزيون "راي" أميديو ريكوتشي، والمصور إليو كولافولبي، وحامل الكاميرا أندريا فيغنالي.
وقال ريكوتشي لوكالة "أنسا"، "إن الأمر كان سوء تفاهم، حيث ظن الخاطفون أننا جواسيس، وأرادو فحص ما قمنا بتصويره، وظنوا أننا كنا نقوم بتصوير قاعدتهم، وقد استغرقوا وقتًا طويلاً جدًا في التحقق من ذلك".