الدار البيضاء ـ سعيد بونوار أعلنت فتيات المغرب القرويات، انخراطهن في أفواج الفرسان، وبدأن في مزاحمة أقرانهن الشباب في ساحات الفروسية التقليدية، حيث تمردن على "قفاطين البيت"، وهجرن نيران الأفران العتيقة، وحملن بنادق "البارود"، وأكدن ثورتهن على عادات قبلية ركنت المرأة في جحر تحقيق المتعة، وفي منتزه رسم صور الإعجاب بالزوج الفارس وهو يمتطي صهوة جواده مستعرضا قوته
واستعرضت مغربيات شابات في عتاد الفارس وسلاحه (عبارة عن بندقية)، وبتحكم في الحصان وبانسجام تام، مهاراتهن في الفروسية التقليدية المعروفة مغربيًا بـ"الحرْكة"، وهو مجال ظل لقرون حكرًا على الرجال، وتحول اليوم إلى فضاء تدق بابه شابات في مقتبل العمر، تدربن على كل أشكال المغامرة، ومع ذلك احتفظن بأنوثتهن التي لا يمكن أن تمسها خشونة التحكم في الفرس والضغط على الزناد.
وانتظمت أكثر من 300 مغربية، في أقل من خمس سنوات، في إطار فرق نسوية تراهن على حضور مختلف التظاهرات المغربية الخاصة بالفروسية التقليدية، وهي في الغالب تنظم في القرى والبوادي.
وقال أحد قدماء الفرسان المغاربة، الحاج المعطي لمزابي، لـ"المغرب اليوم"، "إن دخول المرأة عالم الاستعراض شكل في البداية صدمة بحكم التقاليد، التي تضع الفتاة في موقع المكلفة بنظافة إسطبل الخيول، لكن أن تتفوق على الرجال في مهارات الفروسية فذاك ظل بعيد التصور إلى أن تحول إلى حقيقة".
 ورسخت هي المغربية فاطمة، قائدة إحدى الفرق النسوية، تلك الحقيقة، عندما عبرت لوالدها عن رغبتها في "الحرْكة" كأشقائها، فما كان من الوالد سوى أن يذعن لإلحاحها، وتكون بذلك من الوجوه الحسناء التي "تمرغت" في غبار ساحات الفروسية، وكانت تقود حصانها وسط الرجال، إلى أن أسست فرقتها التي تحولت اليوم إلى وجوه مألوفة في سباقات الخيل في الساحات المغربية.
واعترف عدد من الفارسات المغربيات الشابات بمعاناتهن مع الرجال، في حال المشاركة في بعض مواسم الفروسية التقليدية، التي تنشط خلال هذه الفترة من العام، بالتزامن مع "الحصاد"، فالكثيرين يعتقدون أن البطولة والفروسية ينبغي أن تبقى حكرًا على الرجال، وأن مقام المرأة في البيت لا في مجال الفروسية المعروف عند المغاربة بـ"المحرك".