حديقة رينية معوض

تمَّ أمس السبت إطلاق ورشة إعادة تأهيل حديقة رينيه معوّض، في منطقة الصنائع في بيروت، كخطوة ايجابية نحو المضي بمسار الحفاظ على المساحات الخضراء في مختلف أنحاء لبنان، حيث ستتحوّل تلك الحديقة التاريخية، التي تمتد على مساحة 22 ألف متر مربع، إلى حديقة متعدّدة الاستعمالات وإلى متنفس حيّ لأبناء العاصمة ومنفذ للهروب من ضجيج المدينة وصخبها.
وستشمل الحديقة، التي تنفّذ "مؤسسة أزاديا" أعمال تأهيلها بالتعاون مع بلدية بيروت، تسهيلات مختلفة منها مساحات لعب للأطفال وأخرى لهواة الركض وركوب الدراجات الهوائية، بالإضافة إلى مسرح ومساحة خاصة بإقامة المعارض وتكريم الفنانين والكتّاب والشعراء ومساحات هادئة مخصصة للقراءة وأخرى للتنزه، رُمّمت أو استُحدثت وفق معايير عالمية.
ومن المقرر أن يتم إنجاز عملية الترميم في أيار/مايو 2015 المقبل، حيث تفتح الحديقة أبوابها أمام جميع المواطنين، علماً أن "أزاديا" ستتولى صيانة الحديقة للسنوات العشر المقبلة، باستثمار تبلغ قيمته 2،5 مليون دولار مخصص لإعادة الترميم، و2 مليون دولار لعملية الصيانة.
وحول هذا المشروع البيئي المهم جرت نقاشات تخلّلتها الطاولة الإعلامية المستديرة التي أقامتها "أزاديا" بالتعاون مع جمعيتي "جذور لبنان" و"جمعية الثروة الحرجية والتنمية" (AFDC)، في فندق الفورسيزنس، بيروت، بهدف تسليط الضوء على الحاجة المتزايدة إلى الحفاظ على الثروة الحرجية والتشديد على أهمية توافر مساحات خضراء عامة في مجتمعنا، وإعلان إطلاق "الجناح الأخضر" الذي سيقام بداية في "لومول - ضبيه" مع موسم الأعياد الشهر المقبل، يليه "لو مول-صيدا"، ومن ثم "أسواق بيروت" و"لو مول سن الفيل".
سيتيح "الجناح الأخضر" لجميع الزوار المشاركة في نشاطات بيئية تثقيفية، منها طريقة زرع البذور وإعادة التدوير، إلى جانب نشاطات مسلية للأطفال تعلمهم تركيب قطع الأحجية والتلوين ووثائقي عن مشروع ترميم حديقة الصنائع ولعبة على الفيسبوك.
وأكد رئيس "أزاديا" مروان مكرزل أن "الجناح الأخضر" يعزّز التوعية على أهمية المساحات الخضراء، ويمنح اللبنانيين فرصة الانخراط والمشاركة في إعادة الترميم والحفاظ على الموارد الطبيعية الثمينة وصيانة المناطق الخضراء التي لا تزال تتنفس في لبنان".
وقال: "مع ترميم حديقة رينيه معوض، نريد أن نشق الدرب لاتاحة المجال أمام تطوير فرص خضراء مستقبلية. كما حافظنا على خصوصية الحديقة التي تحتضن الشيب والشباب والأطفال وعلى قيمتها التاريخية والثقافية وتنوع أشجارها، على أمل أن تتحوّل مستقبلاً إلى حديقة صديقة للبيئة".
وأشارت نائب رئيس "جمعية جذور لبنان" ماجدة الخراط إلى أن "الجناح الأخضر سيعيد إحياء النبض الأخضر في المناطق المكتظة سكانياً والأهم هو رفع الوعي بين الأجيال الفتية. ونحن نعوّل على هذه الفئة لأنهم هم صناع قرار الغد".
وأسف رئيس جمعية "AFDC" وسام بو غانم لـ"تقلّص المساحات الخضراء في لبنان إلى حدود 13 في المئة وفي بيروت على وجه الخصوص، وهذا واقع مخيف".
وأكد "أهمية مشاركة القطاع الخاص في الحفاظ على الموارد الطبيعية وتعزيز السلوكيات الصديقة للبيئة".