طوكيو ـ علي صيام انطلقت الحمم البركانية من على ارتفاع مئات الأقدام في الهواء من بركان ثائر لتشكل مشهدا رائعا من الألوان والإضاءة المذهلة. إلا أن ثورة الطبيعة الأم لم تنته بعد، فقد خرجت مع الحمم البركانية ومضات من البرق، وبدت الحمم وكأنها ألعاب نارية تزين السماء المظلمة.واستطاع المصور الألماني مارتن ريتز التقاط هذه الصور الرائعة حيث ينتظر بصبر لأيام عدة في المناطق النائية للفوز بهذه اللقطات النادرة.

ولم يستطع العلماء تفسير كيفية حدوث ظاهرة انطلاق البرق مع انفجار الحمم البركانية، ولكنهم يعتقدون أن الجسيمات المشحونة كهربائياً من الرماد التي تنطلق خلال الاندلاع تتفاعل على نحو ما مع الغلاف الجوي لإنشاء هذا الضوء الأبيض الواضح.

ويقضي ريتز الذي يبلغ من العمر 45 عاماً، معظم أوقات حياته في المناطق الساخنة في العالم لينتظر انفجار البراكين، سافر من كوستاريكا إلى إيطاليا ، لالتقاط لحظات اندلاع هذه الحمم الرائعة.
لقد التقطت هذه الصورة المذهلة من انفجار الشهر الماضي في بركان Sakurajima بالقرب من الطرف الجنوبي من اليابان.

وقال ريتز "لدينا فرص قليلة جدا لالتقاط هذه الصور من على مقربة من البركان لذلك علينا الصبر والانتظار لأيام عدة".
وأضاف "انتظرت حوالي أربعة أيام لمشاهدة انفجار بركان Sakurajima. أنا أعلم أن قلة قليلة من الناس شاهدوا هذا المنظر المدهش الذي يعطي شعوراً خاصاً جداً، لن أنسى أبداً تلك اللحظات عندما كنت محاطا بالغاز السام، وشعرت بحرارة الحمم المتدفقة من السطح وسمعت أصواتا أعلى من صوت الطائرة وهي تقلع. وفي بعض الأحيان يمكن أن تشعر أن جسمك قد تلقى صدمة والأرض تهتز بك. "

ومن الواضح أن ريتز لا يهتم بمخاطر الاقتراب من الحمم المنصهرة. وقال "إنها متعة كبيرة ، وفريدة من نوعها. وقد تعرضت لحوادث مؤسفة عندما طاردتني الحمم التي تتساقط من أعلى الجبال".
 والبركان هو فتحة تنفيس في القشرة الأرضية عندما ينفجر الغاز والحمم، وهو السائل الساخن تحت السطح، وينفجر من خلال هذه الفجوة، ليقذف الصخور الساخنة والرماد والحمم البركانية التي تصل درجة حرارتها 1200 درجة، أي 192 فهرنهايت، ولكن عندما ينفجر البرق من البركان، يعتبر نوعا مختلف من تلك التي يتم مشاهدتها في العواصف الرعدية.
وأوضحت الدكتورة سو وغلين، رئيسة قسم البراكين في هيئة المسح الجيولوجي البريطاني، أن البرق البركاني لا يزال سراً من أسرار الطبيعية التي لم تكتشف بعد.

وأضافت "البرق يشكل عادة دفع جزيئات الرماد من خلال الاحتكاك أثناء الاندلاع في الغلاف الجوي، وتشارك أيضا جزيئات الثلج في الغلاف الجوي. لكن العلماء لم يكتشفوا بعد آليات هذه العملية بالضبط.