لندن - رانيا سجعان آخر شيء يمكن أن يتوقع الغواص ان يشاهده على عمق 90 قدم تحت سطح البحر، هو أن مشاهدة نهر يتدفق في القاع، وهذا بالفعل ما شاهده غواص في تجويف مائي أو كهف "سينوت أنجيليتا" في المكسيك، وهو مكان يحتاج أي غواص قدراً هائلاً من الشجاعة، فالمكان غريب الأطوار وتغمره أجواء ضبابية وهو أشبه بنهر يتدفق في وسط الكهف وتنتشر فيه اشجار.
ولا يمكن لأي فرد أن يشاهد تلك الظاهرة إلا بنفسه شخصيا، وينبغي أن يتمتع أيضا بمهارات كبار الغواصين الذين يستطيعون أن يتكيفوا في الأعماق البعيدة لهذا الكهف.
ومن اجل هؤلاء الذين لا يستطيعون أن يكونوا غواصين قام المصور اناتولي بيلوشين بتصوير تلك الظاهرة وتسجيل جولته الاستكشافية في أعماق هذا المجرى المائي العميق في شبه جزيرة يوكاتان في شرق المكسيك. وهو عبارة عن كهف تكوّن بعد انهيار طبقة من الأحجار الجيرية التي كانت مملؤة بالماء. وتكشف الصور لحظة درامية للنهر وهو يبدو في المشهد الذي قام بتسجيله هذا المصور.
وهذا المكان الذي يطلق عليه اسم الملاك الصغير على مسافة زمنية قدرها عشر دقائق من الغوص في الأعماق بداية من مدينة مايا سيتي تولوم في على الساحل الشرقي لشبه جزيرة يوكاتان المكسيكية.
وعادة ما كان يستخدمه سكان المايا في تقديم القرابين، ولهذا فإن أنجيليتا أو الملاك الصغير يحظى بقدسية حتى اليوم.
وحتى بلوغ 90 قدما ، يجد الغواص المياه صافية يستطيع من خلالها أن يرى كل شيء مع ظهور النهر السفلي ثم ما يلبث أن يظهر الضباب الكثيف ويحدث ذلك بسبب تصادم المياه العذبة النقية أعلى الكهف مع المياه المالحة التي تملأ نصف القاع، وكذلك بفعل تفاعلات كيميائية من خلال تحلل البكتريا.
ثم يبدأ بعد ذلك المرحلة الثانية من الرحلة ، ولابد هنا من استخدام الإضاءة حتى يستطيع الغواص ان يشق طريقه في المياه المالحة.
وتكشف الصور أن المكان أشبه بمكان منعزل وسط الأدغال حيث الأشجار وفروعها لا تترك إلا ممرا ضيقا.
ويقول المصور "لقد شاهدت نهرا وجزيرة وأوراق أشجار متساقطة إلا أن هذا النهر ما هو إلا طبقة من غازات كبريتيد الأيدروجين".