لم يركن الشاب عبدالله الربدي للفراغ

لم يركن الشاب عبدالله الربدي للفراغ، واستثمر ميوله للتجارة الإلكترونية بالبيع والشراء في "النفط الذهبي" كما يُوصف، وهي فاكهة التمر التي تزخر بها أرض القصيم مع انطلاق مهرجاناتها الموسمية؛ وذلك بالرغم من أنه يحمل شهادة الهندسة المدنية من جامعة بويزي الأمريكية، لكنه اختار طريق التجارة، وأوجد له مصدر دخلٍ مغرياً. وتفصيلاً، قال "الربدي" لـ"سبق": "خلال ابتعاثي للولايات المتحدة الأمريكية كنت أقدم هدايا من التمور للزملاء والأصدقاء من الجنسيات المختلفة، وفي البداية كانت الأمور تسير بشكلٍ عادي، إلا أنه مع مرور الوقت بدأ يتطور الأمر تدريجياً يوماً بعد آخر من خلال التوصيات الكثيرة والطلبات المستمرة للتمور؛ حيث لم يعد الأمر مجرد إهداءات، وهذا الأمر دعاني للتفكير جدياً للاستفادة، وبالفعل بدأت أولى الخطوات بجلب كميات من التمور، ثم رأيت أن يكون التقديم بطرق أفضل من الكرتون الحالي".

ويضيف: "بعد عودتي للمملكة عملت مع أكثر من جهة مختصة بالتمور لمعرفة تفاصيل هذا العالم عن قرب وكشف إيجابياته وسلبياته قبل البدء بخوض مغامرة وتحدٍّ جديد، وفعلاً كانت هذه التجارب مفيدة، وألقت بظلالها على خطط العمل المستقبلية" وقال: "وخلال هذه الفترة كنت على تواصل مع العملاء السابقين في أمريكا أو من خلال خلق شريحة جديدة في المملكة، وقد لاحظت تزايداً في الطلب بعدما خصصت رقم "واتساب" لتسويق وعرض المنتج، وكان الازدياد باستمرار، حينها قررت أن أشتري تموراً إضافية من أحد تجار التمور بمبلغ مؤجل يتم سداده بعد البيع، أما الدافع الرئيسي للتحول نحو لعمل المؤسسي فهي أهمية وجود ثقة للمستهلك فيما يتعلق بالحسابات البنكية، وحينها كان لزاماً أن نستخرج سجلاً تجارياً لننطلق بعدها بالعمل في مؤسسة متخصصة".

واستدرك: "حرصنا على وصول المنتج للعميل بضمان بعد مروره على خطوات جودة معتمدة من قبل هيئة الغذاء والدواء، وأن تكون طريقة التقديم مقبولة مع مراعاة سهولة الوصول وزدنا بعد ذلك في إيجاد مخازن تحفظ التمور" وعن شراء المنتج، أجاب: "وفي هذا الجانب فنحن دقيقون جداً عند شراء التمور، ولدينا اشتراطات معينة سواءً في مصدر التمور أو طريقة التخزين أو الفرز، وبعد الشراء نقوم بالتعقيم بمادة معتمدة لقتل الشوائب المتعلقة ثم مرحلة التنظيف، وبعدها مرحلة التدريج المتعلقة بأحجام التمور ثم مرحلة الفرز والتعليب والتغليف" وحول التجارة الإلكترونية، أوضح: "تقنية واتساب وإنستجرام هما الركيزة الأساسية التي انطلقت من خلالها قبل أن أُقرر أن يكون هناك موقع إلكتروني يزيد من توسع العمل، وبالفعل تم الاتفاق مع إحدى الشركات المتخصصة لتكوين توأمة عمل، تتضمن تقديم الاستشارات والمقترحات والاستفادة من خبرات الآخرين في نفس المجال" واختتم: "تكاتف الجهات ذات العلاقة بالتمور مع التجار والمزارعين وجميع المهتمين بالتمور سيزيد من نمو التسويق، وبالتالي تحقيق أحد ارتكازات رؤية المملكة ٢٠٣٠م التي تنص على أن تكون المملكة هي المصدر الأول للتمور".

وقد يهمك ايضا :

السعودية تتحول إلى التجارة الإلكترونية في ظل "كورونا"

شركة "أمازون" الأميركية تفتح باب التوظيف في زمن فيروس كورونا