ما يثير فينا السخرية عندما نقرأ انه مع كل علبة "سجائر" تحذيراً" من وزارة الصحة تذكر بأنّ التدخين مرض "قاتل" ومع ذلك "يتجاهل الناس هذا الامر خصوصا " المدخنين".وإذا كان الادمان على التدخين قد انتشر بشكل كثيف وبنسبة لا تقل عن الـ60 إلى 70 % من مجمل السكان، فإنّ مرض الانسداد الرئوي المزمن، الذي هو أحد تداعياته، قد سجّل بدوره أرقاماً مخيفة بحسب آخر الأحصائيات الصادرة عن الجمعية اللبنانية للأمراض الصدرية التي أظهرت أن انتشاره يشكل 10% من إجمالي عدد السكان اي فوق عمرالأربعين سنة. انقطاع التنفس المفاجىء اهم ما في الامر يجب التوقف عنده هو ان الانسداد الرئوي المزمن من الأمراض التي تزداد سوءاً مع الوقت، وقد اثبت علمياً أن للتدخين بشكل عام، سواء السجائر أو النرجيلة، علاقة وثيقة بالإصابة به، لا بل إنه المسبب الأساسي للمرض، حيث تتوقع منظمة الصحة العالمية في حال عدم خفض استهلاك التبغ أن يصبح مرض الانسداد الرئوي المزمن المسبب الثالث للوفاة في العالم بحلول العام 2020، علماً أنه يشكل حالياً المسبب الخامس للوفاة.وفي هذا السياق، اشارالاختصاصي في امراض الرئة و الجهاز التنفسي الدكتور جورج خياط إلى أنّ نسبة الإصابة بالانسداد الرئوي المزمن في لبنان تتراوح بين 10 و15 في المئة وهنا المشكلة بحد ذاتها في ظل التدخين الذي هو سبب الإصابة بهذا المرض بنسبة 80 في المئة، إلى جانب التلوّث الناجم عن عدد من وسائل التدفئة المنزلية التقليدية وتلوّث الهواء. بالمقابل لفت الدكتور خياط "إلى ان 25 % من المصابين أصبحوا في حالة متقدمة من المرض، و أنّ هذه النسب هي الأعلى في منطقة الشرق الأوسط." اعراضه مختلفة عن الربو ومنعاً لأي لغط، اوضح الدكتور خياط أن أعراض المرض تتشابه إلى حد بعيد مع تلك الناتجة عن الإصابة بالربو، مما يؤدي إلى أخطاء فادحة في العلاج أحياناً بحيث توصف للمريض علاجات غير فاعلة وتزداد حالته سوءاً بسببها. ويلفت إلى أن أعراض الانسداد الرئوي الأكثر شيوعاً هي ضيق في التنفس، بلغم كثيف وسعال مزمن، حيث يعاني المريض في مراحل متقدمة منه من فقدان الوزن والشهية. التدخين القاتل الاكبر في هذا السياق دعا الدكتور جورج خياط :"المدخّنين إلى إجراء فحص قياس التنفس مرة في السنة كي يتمّ الكشف عن الحالة مبكراً، مشدداً على وجوب الامتناع عن التدخين المباشر أو السلبي للسيجارة أو النرجيلة والابتعاد عن الأماكن المحاطة بالتلوث والغازات السامة، إذ يمكن لغير المدخنين الإصابة بالمرض في هذه الحالات، علماً أنّ الأحصائيات تشير إلى إصابة الرجال به مرتين أكثر من النساء في لبنان بخلاف العالم حيث عدد النساء المصابات به أكبر. ويلفت إلى أنّ النرجيلة تزيد من المرض بنسبة 8 الى 10 مرات ولهذا من الافضل الابتعاد عن التدخين والتعرّض المستمر للتلوّث وللمواد الكيمائية والغبار. ويضيف الدكتور خياط: "إذا عرفنا أنّ التدخين هو السبب الرئيسي للإصابة بهذا المرض، فلا تعود نسبة المصابين اللبنانيين المرتفعة غريبة، إذ إنّ 60 إلى 70% من اللبنانيين هم من المدخنين، مقابل 25% فقط مثلاً في بريطانيا". الانقاذ من الموت ولان المرض غير قابل للشفاء، فالعلاج الجديد الذي بدأ لبنان باستعماله وقائي يخفّف من حدّة الالتهاب أكثر منه علاجياً فالوقاية افضل علاج لان العلاجات مكلفة ولهذا من الضروري معرفة انه كلما زاد استعمال النرجيلة  كلما ازدادت نسبة الانسداد الرئوي 70% الذي يؤدي الى الموت المفاجىء.والجدير ذكره انه غالباً ما يصف الأطباء الذين يخطئون في تشخيص المرض، عقاقير تؤخذ لمدة طويلة، منها علاج داء الربو كالكورتيزون المستنشق عن طريق الفم الذي يوصف لمريض الربو ولا يؤثر أبداً في تخفيف حدة الأعراض اليومية للانسداد الرئوي المزمن، بل على العكس قد يسبب آثاراً جانبية خطيرة. وبالتالي لا يعتبر هذا العلاج مقبولاً لمعالجة مرضى الانسداد الرئوي المزمن، الذين تعالج نسبة كبرى منهم كما لو كانوا مصابين بالربو. ففي الواقع ليس لهذا العلاج أثر يذكر في معالجة الأسباب الحقيقية للمرض، بل قد يزيد أيضاً خطر الإصابة بترقق العظام، لان الانسداد الرئوي المزمن يجب أن يعالج بواسطة الأدوية الموسّعة للقصبات الهوائية. ويوصف الكورتيزون المستنشق عن طريق الفم كعلاج لمدى قصير، فقط في حال تفاقم الحالة كونها تتفاقم عادةً نتيجة التهاب في الجهاز التنفسي. أما المصابون بداء الربو فيعالجون بالكورتيزون المستنشق عن طريق الفم الذي يخفف حدة الالتهاب المسبب للداء.