الجيش التونسي

تواصلت الاحتجاجات في منطقة “الحوض المنجمي” غرب تونس أمس، غداة ليلة من الصدامات بين الشرطة ومحتجين يطالبون بالتنمية وفرص العمل، أقدم خلالها محتجون على حرق مخفر للشرطة في مدينة “المظيلة” مساء أول من أمس، ما اضطر الشرطة إلى مغادرة المدينة المنجمية ليتولى الجيش حماية مؤسسات الدولة ومنشآت إنتاج الفوسفات، وتظــاهر مئــات الــمواطـنين أمس، وسط مدينة “المظيلة” التابعة لمحافظة قفصة (جنوب غرب) احتجاجاً على “التعامل الأمني العنيف مع المعتصمين” والمطالبة بالتنمية وتوفير فرص العمل في المنطقة التي تعاني من نــسب بطالة مرتفعة. وتجمع المتظاهرون أمام مبنى “المعتمدية” ومواقع إنتاج الفوسفات والمجمع الكيماوي وطالبوا بالإفراج عن ناشطين اعتقلتهم السلطات.

وتعرّض مخفر الشرطة في المدينة، التي تتبع مدن “الحوض المنجمي” (نظراً لانتشار مناجم إنتاج الفوسفات فيها)، إلى الحرق من قبل محتجين غاضبين، لتعود الأوضاع إلى التوتر في المنطقة بعد أسبوع من الهدوء إثر إعلان هدنة موقتة بين الحكومة والمعتصمين سمحت باستئناف تدريجي للإنتاج في مواقع “المتلوي” و “أم العرايس” و “الرديف” و “المظيلة”.

وأعلنت وزارة الداخلية التونسية في بيان أن “الوحدات الأمنية تدخلت بعدما حاول المتظاهرون منع عمال شركة الفوسفات في المظيلة من التوجه إلى مواقع الإنتاج، وبعد ذلك رشق حوالى 700 شخص مركز الشرطة بالحجارة في مرحلة أولى ثم أحرقوه”، وغادرت وحدات الشرطة المدينة منذ مساء أول من أمس، إثر اصطدامها بالمحتجين، حيث استُعملت قنابل غاز مسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، ليدخل الجيش مكانها لحماية مبنى “المعتمدية” ومجمع الكيماوي ومواقع إنتاج الفوسفات.

وكانت عملية نقل وإنتاج الفوسفات استأنفت نشاطها الأسبوع الماضي، إثر تعليق اعتصام عاطلين من العمل أغلقوا سكة الحديد ومسالك نقل تلك المادة الحيوية للاقتصاد التونسي. وأتى تعليق الاعتصام موقتاً بعد اتفاق بين الحكومة والمعتصمين، بينما تواصلت المفاوضات بين الجانبين من أجل التوصل إلى حل نهائي لمعضلة الفوسفات في تونس، وكانت شركة “فوسفات قفصة”، المملوكة للدولة وأكبر الشركات المشغلة في الجهة، أعلنت الشهر الماضي إن “كثر من 100 من بين العاطلين ينفذون اعتصاماً احتجاجاً على نتائج اختبارات التوظيف في الشركة”، ويعتبر المحتجون أن عملية الانتداب المُعلنة أخيراً والتي شملت 1700 موظف شابتها “محسوبية وفساد”.