سلفاكير ميارديت

رشّح مجلس أعيان قبيلة "الدينكا" ، كبرى قبائل جنوب السودان ، قياديًا بارزًا في المهجر لخلافة الرئيس سلفاكير ميارديت في الحكم ، عارضةً على الأخير التنازل عن الرئاسة ، وتعهدت بإبعاد زعيم المعارضة المسلحة رياك مشار عن المشهد السياسي في البلاد حتى يتمكن المجلس من حماية قبيلة الدينكا من هجمات انتقامية يتوقع أن تشنها المعارضة في حال شاركت في الحكم.

وقال مسؤول جنوبي يزور الخرطوم إن مجلس قبيلة الدينكا التي يتحدر منها سلفاكير ، يدعم عودة رئيس هيئة أركان الجيش المقال الجنرال فول مالونق أوان إلى مسقط رأسه في موال كول ، حيث أكملت قواته ارتكازها في المنطقة بكامل عتادها العسكري ، وحفرت خنادقها استعدادًا لمواجهة محتملة مع قوات سلفاكير في حال رفض الاقتراح القاضي باستبداله بأحد قيادات الدينكا التاريخية في المهجر.

ورفض المسؤول الجنوبي كشف هوية خليفة سلفاكير ، بينما رجّحت تقارير أن يكون كوستيلو قرنق المقيم في ألمانيا ، أحد أبرز المرشحين للرئاسة.

وكشفت مصادر أفريقية ان سلفاكير الذي حضر تنصيب الرئيس الكيني أوهورو كينياتا أخيرًا ، عقد لقاءً مغلقًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حضور الرئيس الأوغندي يوري موسفيني، حيث جرت مناقشة دعم سلفاكير للاستمرار في الحكم.

ورجح مسؤول رفيع في الهيئة الحكومية لتنمية شرق أفريقيا "إيغاد" وصول مشار إلى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا في منتصف يناير/كانون الثاني المقبل ، من أجل توقيع وثيقة الوساطة الأفريقية لتنشيط عملية السلام ، ومن ثم العودة إلى جوبا لتنفيذ الاتفاق القائم على إحياء اتفاق السلام الموقعة بينه وبين سلفاكير في 2015.

وقال المسؤول إن مشار سيتحرك مباشرة من جنوب أفريقيا الى أديس أبابا لتوقيع الاتفاق النهائي وأنه لن يتم نقله إلى أي دولة في الإقليم ، خوفًا على حياته بل سيوقع على الوثيقة النهائية ويعود إلى جوبا بضمانات إقليمية ودولية.

وأشارت حركة مشار إلى أن عشرات العناصر من القوات الحكومية قُتلوا في اشتباكات حول منطقة لير ، عندما حاولوا إعادة السيطرة على منطقة يحتلها المتمردون في منطقة الوحدة الغنية بالنفط.

وأوضح نائب الناطق باسم مجموعة التمرد لام بول غابرييل ، أن قواتهم صدت الهجوم الذي شنته القوات الحكومية في غاندور شرق مقاطعة لير، مضيفًا أن المعارك استمرت نحو ساعتين وأدت إلى مقتل 53 جنديًا وإصابة 93 آخرين ، وأقرّ بأن 5 متمردين قُتلوا وأُصيب 4 آخرون بجروح طفيفة.

وأكد نائب الناطق بإسم المتمردين أن قواتهم تسيطر تمامًا على مواقعها، متهمًا القوات الحكومية بانتهاك وقف النار، مضيفًا أن حركة مشار تدين بشدة الاستفزاز والعدوان من جانب القوات والميليشيات الحكومية.

في شأن آخر، قررت 4 صحف سياسية مستقلة في الخرطوم تسليم مذكرة إلى رئيس الوزراء، بكري حسن صالح، تطالبه بالتدخل لمنع السلطات الأمنية من مصادرة الصحف.

وتعرضت كلًا من صحف "الوطن" ، "التيار" ، "الجريدة" و"آخر لحظة" ، خلال الأيام الخمسة الماضية لمصادرة أعدادها بعد الطباعة من قبل جهاز الأمن والاستخبارات، من دون إبلاغها بالأسباب.

وقررت الصحف الأربع خلال اجتماع مشترك ضم ناشريها ورؤساء التحرير، تحدي إجراءات المصادرة بالاستمرار في طباعة أعدادها كاملة، حتى ولو أدى ذلك إلى خسائر مادية فادحة.

ولفت رئيس تحرير صحيفة "الجريدة" أشرف عبد العزيز ، عقب الاجتماع، إلى أن مذكرات أخرى سترفعها الصحف إلى جهاز الأمن والاستخبارات لسؤاله حول أسباب المصادرة، ومذكرة أخرى إلى مجلس الصحافة والمطبوعات ولجنة الإعلام في المجلس الوطني "البرلمان" واتحاد الصحافيين السودانيين.

ولم يصدر أي توضيح رسمي من السلطات السودانية حول أسباب قرار المصادرة ، كما يصادر جهاز الأمن السوداني الصحف عادةً بعد طباعتها، أو يعلّق صدورها فترات متفاوتة من دون إبداء أسباب، بهدف إلحاق خسائر مادية بناشريها في حال تجاوزها "الخطوط الحمراء" التي يضعها، مستندًا في ذلك إلى قانون الأمن الوطني، الذي يعطيه سلطة تعطيل الصحف، بينما يرى ناشرون أن تلك الخطوط مبهمة وغير معروفة.

وأدت الإجراءات الأمنية التي تتخذها السلطات السودانية إلى تصنيف السودان في المرتبة 174 من بين 180 دولة على مؤشر منظمة "صحافيون بلا حدود" للحريات الصحافية في أبريل/نيسان الماضي.