"مجلس سورية الديمقراطية"

اعتبر "مجلس سورية الديمقراطية"، أن الحل النهائي في سورية، لا يمكن أن ينجز إلا وفق السياسية الأميركية، والتي دخلت حاليًا في مرحلة جديدة. وقال الرئيس المشترك للمجلس، رياض درار، الأربعاء، إنه "لا مكان لأستانة ولا سوتشي، والحل لن يسير إلا في العربة الأميركية".
 
وأضاف في مقالة له في صحيفة "روناهي" (الكردية)، "لننتظر تطورات جديدة على الأرض وسياسات لابد أن تجعل أصدقاء أميركا يشعرون بالثقة من صحة توجهاتهم".

ويأتي حديث درار بالتزامن مع الحديث عن موقف جديد لواشنطن في سورية، ويتلخص في تحقيق ثلاث أولويات، هي هزيمة تنظيم "داعش"، ومنع عودة ظهوره شمال شرقي سورية، وتقليص النفوذ الإيراني، إضافة إلى العمل مع موسكو بالحوار والضغط للوصول إلى حل سياسي وفق القرار 2254.

وتتلقى "قوات سورية الديمقراطية"، دعمًا مباشرًا من أميركا، وكانت قد دخلت مع الحكومة السورية في الأيام الماضية بمفاوضات للتوصل إلى حل مشترك بين الطرفين. وبينما تمسكت قوات سورية الديمقراطية، "الذراع العسكري لـ "مسد"، باللامركزية الإدارية التي تتطمح لها، وأصرت الحكومة السورية على ضرورة عودة المناطق كافة لسلطته قبل الحديث عن أي اتفاق.

واعتبر درار أن أميركا تعود حاليًا عبر التعيينات الجديدة والتصريحات لتمارس نفوذها في استعادة المبادرة السياسية الدولية، بعد أن قاربت من إنهاء تنظيم "داعش" في شرق سورية. وربط درار العودة الأميركية بتعيين جيمس جيفري ممثلًا خاصًا لسورية، وهو المعروف بمواقفه الهجومية ضد روسيا وضد إيران.

وكانت الناطقة باسم الخارجية الأميركية، هيذر نويرت أوضحت أن جيفري سيقود الجهود الأميركية لإعادة تنشيط جهود السلام المتوقفة منذ فترة طويلة والمعروفة باسم "عملية جنيف". ومنذ مطلع العام الجاري لم تكن السياسة التي تتبعها أميركا في سورية واضحة، بل وسمت استراتيجيتها بالغامضة والمبهمة، ولا سيما فيما يخص المناطق التي تسيطر عليها القوى المحلية التي تدعمها كـ "قسد" وفصائل "الجيش الحر".
وكانت تسريبات صحافية كشفت عن مضمون ورقة أعدها خبراء، بينهم جيفري، رفعت إلى الإدارة الأميركية تتضمن السياسة الجديدة التي يجب تطبيقها مستقبلًا في سورية. وأوصت الورقة بالحيلولة دون عودة ظهور التنظيم، ومنع إيران من بناء هيكل عسكري واستخباراتي دائم في سورية ومنطقة الهلال الخصيب بوجه عام.

ونصت على منع القوات الإيرانية والأخرى التابعة للرئيس الأسد من الدخول إلى شمال شرقي سورية بعد هزيمة التنظيم، وفرض منطقة حظر جوي وبري في شمال وشرق نهر الفرات باستخدام القوة الجوية ووجود عسكري صغير على الأرض.

 وبعد عام على وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وضعت الإدارة الأميركية استراتيجيتها في سورية خلال المرحلة المقبلة، ولخصها وزير الخارجية السابق، ريكس تيلرسون، بالبقاء في سورية، للقضاء على الإرهاب والنفوذ الإيراني، والتوصل إلى حل سياسي دون الرئيس السوري بشار الأسد.