كشفت مصادر قريبة من الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية تمام سلام، أنه باشر بدءًا من ، ظهر السبت، جولة جديدة وجدية لعملية التأليف وذلك بعد حركة اتصالات ليلية مهدت له سلوك المسار العملي لقيام حكومة تحظى برضى غالبية القوى اللبنانية السياسية الموجودة والفاعلة على الأرض. وقالت المصادر لــ "العرب اليوم" إن سلام الذي أخذ بكلام رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان حول ضرورة التشاور مع القوى السياسية في تفاصيل التشكيل سواء من حيث الصيغة التي يفضلوها، أو الأشخاص الذين قد يتم اختيارهم للوزارة لما قد تصطدم به ساعة إعلانها. والتقى سلام، عصر السبت، وفداً من قوى 8 آذار ضم من حركة" أمل" وزير الصحة العامة علي حسن خليل، ومن "التيار الوطني الحر"  وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، ومن "حزب الله" المعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين الخليل، ومن حزب "الطاشناق" الأرمني النائب هاغوب بقرادونيان والقيادي في تيار "المردة" الوزير السابق يوسف سعادة. وبحسب مصادر حزب الله لـ " العرب اليوم"   فإن لقاء سلام والخليلين وباسيل وسعادة اتسم بالصراحة المتبادلة،  فيما قالت مصادر أخرى اطلعت على أجواء ما جرى أن اللقاء لم تكن أجواؤه إيجابية لذا اقتصر البحث على العناوين الرئيسية ولم يدخل في التفاصيل، مشيرة إلى أن الوفد طلب أن يشارك سياسيو هذا الفريق في التشكيلة الوزارية ولهذا تم الاتفاق على معاودة البحث. و أعلن مستشار رئيس "الحزب الديموقراطي اللبناني" سليم حمادة، أن اجتماع قوى الثامن من آذار مع رئيس الحكومة المكلف تمام سلام، لا يمثل الحزب الديموقراطي ولا يعبر عن وجهة نظره بخصوص تشكيل الحكومة، وقال في بيان وزعته مديرية الإعلام في الحزب "من له هكذا نوع من الأصدقاء ليس ملزما بالخصام مع أحد". وكانت مصادر الرئيس المكلف قد ذكرت لـ"العرب اليوم" أن سلام بات ميالًا إلى الصيغة الوزارية الأعرض أي حكومة ثلاثينية بعدما كان يصر سابقا على ألا تتعدى التشكيلة العشرين وزيرًا  كحد أقصى، مشيرة إلى أن سلام أُبلغ ، الجمعة، من الوزير وائل ابو فاعور رغبة رئيس الحزب "التقدمي" النائب وليد جنبلاط في أن تكون الحكومة العتيدة ممثلة للجميع وأن يكون وزراؤها من غير الحزبيين. فيما نفت مصادر الرئيس المكلف ما يررده البعض بشأن أن ولادة الحكومة مسألة ساعات، مشيرة إلى أن الرئيس المكلف يجري جوجلة للأسماء لكن الصيغة ليست جاهزة بعد لا اليوم ولا غد، مشددة على عدم صحة كل التسريبات والأسماء، إلا أنها وصفت مسار التأليف ضمن عشرة أيام خشية تبديد المناخ الإيجابي الذي تحقق خلال الإجماع على التكليف والدخول في مرحلة خطرة في ظل الظروف الراهنة وتداخل الاستحقاقات. وكشفت مصادر عن تجميد مشاريع استعجال التشكيلة الحكومية واعتبرت أنها كانت محاولات لإغراق الرئيس المكلف بمشاريع حكومية يسميها البعض "تشكيلة امر واقع" ليصطدم بموقف رئيس الجمهورية الداعي إلى المزيد من المشاورات مع مختلف الفرقاء الأساسيين في البلد، لافتة إلى أن التمسك بالدستور لا يعني تجاهل الخطوات المتأنية التي يجب أن تواكب أيًا من التشكيلات الحكومية المقترحة. وقالت المصادر، إن مشاريع استعجال الخطوات برزت من حجم التسريبات الإعلامية التي تحدثت عن أسماء الوزراء المرشحين لدخول الحكومة، وما رافقها من روايات غير مؤكدة مطعمة بمحاولات تسريب لأسماء للحرق وأخرى للدعاية الإعلامية، علمًا أن عددًا ممن شملتهم التسريبات أوضح في اتصالات شملت المعنيين باستحالة القبول بالمهمة في ظروف صعبة وتختلف باختلاف الأشخاص والهويات والمواقع بين مرشح وآخر عدا ما سماه أحدهم بـ "الخصوصية الشيعية" عند اختيار الأسماء، معتبرًا أن بعض ما نشر يهدف إلى الإيقاع بين بعض المواقع الإدارية في الدولة والثنائي الشيعي وهو أمر مستحيل.