رجل الأعمال المصري البارز نجيب ساويرس

سادت ضجة واسعة أوساط شعبية وسياسية وإعلامية في مصر خلال الساعات الماضية، عقب الانتشار الكبير لفيديو متداول يظهر أطفال محتجزين لارتكابهم مخالفات تهريب الملابس في بورسعيد، حيث دخل أحدهم في سجال مع مذيعة بردود ساخطة انتقدت قلة فرص العمل.

الفيديو المتداول مدته دقائق وبثته الصفحة الرسمية لمحافظة بورسعيد، لـ5 أطفال من محافظات بصعيد مصر، توجهوا إلى بورسعيد وتم ضبطهم متلبسين بوقائع تهريب للملابس والبضائع، لتدخل معهم مذيعة تعمل بقناة القنال المحلية في سجال حاد، بعد توجيه اللوم لارتكابهم مخالفات، فجاءت ردود الأطفال كاشفة عن محدودية دخل أسرهم، وعدم توافر فرص العمل أمامهم بشكل كافي، مشيرين إلى حالات تهريب أخرى تكون ضخمة تكبد الدولة ملايين، لا يتم احتجاز أصحابها.

وجاءت ردود الفعل طاغية، حيث تناقلت الفيديو عديد من المنصات الإخبارية وصفحات التواصل الاجتماعي الكبرى، للدرجة التي دفعت رجل الأعمال المصري البارز نجيب ساويرس يتكفل من خلال صفحته الشخصية بإرسال محاميه الخاص، لمحاولة التصالح مع الجهات المختصة، معلنًا تعهده بتوفير فرص عمل لكل شاب وتحقيق عدد من متطلباته.

"العرب اليوم" تواصل مع النائب عن محافظة بورسعيد، أحمد فرغلي، الذي أبدى استياءه من الطريقة التي ظهرت بها المذيعة مع الأطفال واستجوابهم وتعنيفهم، معترفًا بأهمية تطبيق القانون على الجميع، وأن الأطفال اسأءوا التصرف بفعلتهم، داعيًا في الوقت ذاته إلى التصدي للأسباب التي دفعتهم إلى ذلك.

وقال فرغلي في تصريحات خاصة إن نواب البرلمان عمومًا وبورسعيد على وجه الخصوص، لم يتركوا مسؤول حكومي إلا وطالبوه بالانتباه لنسب البطالة، وعرضوا عليه مشاكل متراكمة لشباب بورسعيد وباقي المحافظات بسبب غياب فرص العمل وانحسار إمكانيات التوظيف، مشيرًا إلى أن الأمر سيصل مداه إلى قبة البرلمان، وأنه يجب مناقشة حيثيات الفيديو داخل أروقة المجلس، وأن تبحث لجان القوى العاملة والاقتصادية والشباب عن الأسباب التي أوصلت عديد الحالات إلى ارتكاب مخالفات من أجل تحصيل الأموال المطلوبة لمواجهة أعباء معيشية متزايدة.

من جانبه، أكد النائب عبدالحميد كمال، عضو الائتلاف المعارض 25-30، لـ"العرب اليوم" أن هناك أسباب كثيرة وراء ظهور الأطفال بهذا الشكل ولجوءهم لأساليب غير قانونية للحصول على قوت يومهم، لافتًا إلى أن طريقة التناول الإعلامي للواقعة من جانب مذيعة بورسعيد سيئة للغاية، وأنها تعمدت إحراج الأطفال واستجوابهم بشكل غير لائق، فجاء الرد من أحدهم صادمًا، وكاشفًا لكثير من الأحوال التي يعاني منها الشباب اليوم.

وطالب كمال الحكومة المصرية بضرورة توفير البدائل أمام الشباب قبل مطالبتهم بالانخراط في أي أعمال تقابلهم، وأن تسعى لتحسين ملحوظ في مؤشرات التصدي للبطالة، ورفع المستويات المعيشية، وتفعيل مظلات الحماية الاجتماعية لضمان معيشة كريمة للأسر وأبناءها.

ومن ناحيته، أعلن رجل الأعمال نجيب ساويرس رغبته في توظيف أطفال التهريب ببورسعيد، وإرسال محامي للدفاع عنهم، حيث جاء ذلك في أثناء رد ساويرس على أحد متابعيه على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، بعد أن طلب منه التدخل لحل أزمتهم، قائلًا "الأولاد دول رجالة .. لو تقدر توفر لهم اي وظيفة يأكلوا منها لقمة عيش حلال يصرفوا بيها على أنفسهم وعلى أهاليهم يبقى حاجة محترمة منك"، ورد ساويرس بتغريدة أخرى قائلًا "بالضبط كده بيحصل دلوقتي وبعتلهم  محامى للتصالح مع الجمارك والإفراج إن أمكن علشان نوظفهم". 

وذكرت محافظة بور سعيد، في بيان رسمي صادر عنها الجمعة، أن استخدام الأطفال في أعمال التهريب من منافذ بورسعيد الجمركية انتهاك لحقوق الطفل، مؤكدة أن لجنة حماية الطفولة ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة لمنع هذه الظاهرة.