فؤاد السنيورة

كشف رئيس الكتلة النيايبة لتيار المستقبل، رئيس وزراء لبنان الأسبق، فؤاد السنيورة، إن السعودية تقف فى وجه التدخلات الإيرانية من خلال "حزب الله" حسن نصر الله بأنها تحرِّض إسرائيل على لبنان، واصفاً تصريحات نصرالله بأنها غير أخلاقية ولا إنسانية، موضحاً أنه تحدث مع الحريري مرتين منذ استقالته، وأنه ليس تحت الإقامة الجبرية.

وأضاف السنيورة، الذي كان يقود الحكومة اللبنانية خلال الحرب التي خاضها "حزب الله" ضد إسرائيل على لبنان عام 2006، أن لبنان يريد العودة إلى حضن الوطن العربي، خاصة مصر والسعودية؛ لأنهما الدولتان اللتان تُشكِّلان الحماية للبنان، مؤكداً أن لبنان تريد أيضاً التعامل مع إيران؛ لأنها جزء من العالم ولكن دون هيمنتها على بيروت وعلى الوضع السياسى.

وأشار إلى أن دويلة "حزب الله" داخل لبنان تشكِّل تحدياً، وقال إن عدم تدخل الحزب في الصراعات الإقليمية واحترامه للشرعية اللبنانية والعربية والدولية سيحميان اللبنانيين من أي ضرر، لافتاً إلى أن السعودية لم تطلب من بهاء الحريري أن يتولى منصب شقيقه؛ لأن صناديق الاقتراع هى من تحدد الشرعية.. وإلى نص الحوار.

وقال السنيورة : "الكلام الذي دار بينى وبين الحريري هو إعادة تأكيد على المواضيع التي تحدثنا عنها، وأنه طلب منا إصدار بيان من كتلة المستقبل لإدانة الاتهامات التي تطال السعودية، خاصة بعدما حاول البعض أن يسىء له وللسعودية، فالاتصال جاء لمزيد من التأكيد، وأريد أن أقول لك إن التصريح الذى أدليت به منذ يومين حول عودته لم يُنشر بطريقة صحيحة، فأنا قلت ذلك لأوصل رسالة بأهمية العمل على إصلاح الخلل الذى حدث فى لبنان، على الصعيدين الخارجي والداخلي، وكذلك تحدثنا عن موقفنا من السعودية التي كانت ومازالت لها دور كبير في الوضع اللبناني، وهى الآن تقف في وجه التدخلات التي تقوم بها إيران من خلال "حزب الله" في لبنان وسورية والعراق واليمن والكويت والبحرين، وتدعو إلى التوقف عن هذه التدخلات لما فى ذلك من تداعيات ومخاطر كبيرة، كما اتفقنا أيضاً على تقديم المزيد من التوضيحات لهذه الأمور للرأى العام، وسأعلن عنها قريباً لمنع أي التباس ".

وأكد السنيورة أن ما تقوم به السعودية هو أساساً من أجل الحفاظ على هوية وسيادة واستقلال لبنان، ومنعاً لأن يكون لبنان مصدراً للتدخل فى عدد من الدول العربية كما يفعل "حزب الله"، من خلال تدخله فى سوريا والعراق مثلاً، وعلى مدى سنوات طويلة العلاقة بين لبنان والسعودية علاقة أخوَّة وصداقة، ولم تكن المملكة لتأخذ أى دور فى التدخل، وإن تدخلت السعودية فذلك من أجل العمل على منع حدوث أي خلل فى علاقات لبنان الخارجية، وأيضاً فى وقف الاختلال فى التوازن الداخلى والخارجي، والمملكة لم تتدخل سياسياً إلا عندما لاحظت أن هناك تدخلاً من جانب لبنان بسبب "حزب الله" في شؤون عدد من الدول العربية، وما نريده بالفعل هو أن يكون للبنان علاقات سوية بالدول العربية ودول العالم بما فيها إيران، ولكن بشرط ألا تسعى طهران للهيمنة على بيروت، ونريد أن تكون بيننا وبين طهران علاقات مبنية على الصداقة والتعاون، لأن هناك مصالح مشتركة بين العالم العربى وإيران، ولكن قرار إيران بالتدخل والهيمنة في دول عربية وإيجاد حالة من عدم الاستقرار يؤدى إلى تخريب العالم العربي عبر لبنان، وهذا ما نرفضه.

وعن تعليقه على استقالة الحريري من خارج البلاد قال السنيورة : "أعتقد أن هناك استقالة قُدِّمت من خلال الرئيس الحريرى، ولكن إذا كنت مكانه فمن المفيد أن أقدمها من لبنان الوطن، ولكن تقديمها من السعودية أمر يؤكد الخطورة على حياته فى لبنان، وهو رأى أنه من الأفضل تقديمها من الرياض".

وأوضح السنيورة أنه لتجنب لبنان الصراعات يجب أن تعود الأطراف إلى 3 أساسيات، الأول بالنسبة لما يسمى "إعادة احترام الشرعية اللبنانية"، المتمثلة في الدستور، واتفاق الطائف عام 89، وأيضاً ما أعلنه جميع أعضاء هيئة الحوار الوطنى الذي عُقِدَ فى القصر الجمهورى، للتأكيد على تحييد لبنان من الصراعات، وهذا أول الثوابت، أما الأمر الثانى فهو العودة إلى احترام الشرعية العربية المبنية على النظام والمصالح العربية، فلبنان جزء من العالم العربى، ويعتبر العالم العربى هو المدى الحيوى للبنان، لذلك فإن هناك ضرورة على تأكيد العلاقات اللبنانية - العربية، ولا يجب أن يكون لبنان على خلاف مع العرب ومع مصالحهم، ونحن نرتبط مع الشقيقة الكبرى مصر بعلاقات سوية، وحريصون على هذه العلاقة، وأيضاً مع السعودية، وهذه مصادرنا للحركة الاقتصادية فى لبنان، ومصر والسعودية تحرصان بشدة لكى يستمر لبنان جزءاً أصيلاً من العالم العربي، أما القضية الثالثة فإن لبنان جزء من هذا العالم، ولا يستطيع أن يكون في خلاف مع الشرعية الدولية، وهناك قرارات دولية صدرت من أجل لبنان، وعلى لبنان أن يكون على علاقة سوية مع شتى هذه الدول، منسجماً مع القرار 1901 وجميع القرارات الدولية المنبثقة عنه.