أكَّدت الأخصائية في طب الأطفال، الدكتورة نادية شوقي، في حديث خاص لـ"العرب اليوم"، أن "التهاب الأنف أو الالتهاب الشعبي المتكرر أمر لا يجب إهماله أو التغاضي عنه, وبالرغم من كون الأعراض تبدو صغيرة وغير مزعجة جدًّا في بداياتها, لكنها تعتبر علامات تحذيرية, وبمثابة تنبيه يتطلب منك الاعتناء أكثر بصحتك, أو صحة طفلك؛ لأن هناك شيئًا ما يُعد وراء الكواليس". وأوضحت أخصائية الأطفال، "أننا نقصد بالتهاب الأنف؛ التهاب الغشاء الداخلي المخاطي للأنف, أما الالتهاب الشعبي؛ فهو التهاب القصبات والشُّعَب الهوائية في الرئة"، مضيفة أنه "في كثير من الأحيان عند تغير المناخ أو في ظروف خاصة، يقوم طفلك بسلسلة من العطس أو السعال, وبالنسبة لك، فهذا بسبب البرد أو التهاب شعبي بسيط عابر، تبحثين عن معالجته بأدوية روتينية تأخذينها مباشرة من الصيدلية, وأحيانًا ينجح الأمر, لكن أحيانًا أخرى يعود السعال بعد أسبوع، لكن أكثر حدة، ويُتعب صحة طفلك بشكل أكبر, وليس هذا فقط، لكن سيصيح طفلك مُعرَّضًا للإصابة بالربو؛ بسبب تكرار الأمر". وأكدت شوقي، أن "الشخص الذي يُعاني من حساسية أو مصاب بالربو أو يوجد فرد من عائلته أو عائلة شريكه يعاني منها, فيجب أن يعلم بأن طفله يحمل تلك الحساسية بنسبة 25%، وهذا الأمر هو بمثابة تحذير إذ يجب أن تبقى الأم متيقظة على الدوام، وحريصة على تتبع الحالة الصحية لطفلها ضد مخاطر الإصابة بالحساسية أو الربو"، متابعة "بالنسبة لأعراض الحساسية، فهي تكون عبارة عن سيلان الأنف المتكرر، أو انسداده غالب الأوقات, والعطاس كل صباح عند الاستيقاظ, وحكة في الحلق والعيون، وأحيانًا حتى في قناة الأذن, مع سعال جاف, يصبح أكثر حدة في المساء". وأشارت نادية إلى أن "حساسية الأنف البسيطة تتطور في حالة العلاج غير المناسب إلى ربو، ولاسيما إذا كان جهاز المناعة ضعيفًا, والوقاية والعلاج بسيطان، والعلاج غير معقد, لكن المتابعة تبقى على المدى الطويل, مع الأخذ بعين الاعتبار أن اتباع نظام حياة جيد، وتغذية صحية، هما بمثابة 50% من العلاج، أما النصف الآخر، فهو الوقاية، ويكون بالحرص على النظافة المتكررة للأنف والعينين واليدين, وشرب الماء بكثرة, وتهوية يومية للمكان, مع تشميس جيد, والحرص على أن تكون الملابس الداخلية مصنوعة من القطن, مع تنظيف يومي للغرفة والسرير, والحرص على إزالة الغبار, وإبعاد كل الأشياء التي تساعد على تراكمه, والابتعاد عن كل المواد المسببة للحساسية, مع اتباع وقاية دوائية مناسبة, ومتابعة دورية". وبيَّنتْ شوقي، أن "المواد المسببة للحساسية, المقصود بها؛ حبوب اللقاح المسببة لالتهاب الأنف الموسمي, والتدخين السلبي, والإجهاد, والسمنة, وتلوث الهواء, ووبر القطط، وعث الغبار، المسبب لالتهاب الأنف المزمن والمستمر"، مشيرة إلى أنه "يبدو تجنب هذه المواد مستحيلًا, خصوصا وأن بعضها بات جزءًا من طريقة حياتنا, لكن إذا تعاون كل شخص من جهته, سنستطيع تحسين طريقة حياتنا، وتبقى الوقاية دائمًا هي أفضل علاج, وعليكم فقط معالجة الأعراض الصغيرة قبل أن تتحول إلى مرض مزمن خطير".