أكَّدت استشاري الطب النفسي، الدكتورة هبة عيسوي في حديث خاص لـ"العرب اليوم"، أن "الأطفال الذين يخافون من الذهاب إلى المدرسة، من الممكن أن يتحول الأمر لديهم إلى "فوبيا"، وذلك مع تفاقم الخوف، فيتحول من مرض نفسي إلى عضوي، وتظهر أعراضه، في المغص، والصداع، والإسهال، الذي يُصاب بها الطفل قبل ذهابه إلى المدرسة بدقائق". وتتابع عيسوي، "هؤلاء الأطفال يكونوا متعلقين جدًّا بالأب أو الأم، ولاسيما الأم، فتصير هي السبب الرئيس، حيث خوفها الزائد على الطفل، ما يؤدي إلى تعلُّق طفلها بها بشكل زائد، فيصعب عليه أن يتركها لفترة طويلة". ومن أسباب "فوبيا المدرسة" أيضًا، هي إعطاء الطفل الواجبات المدرسية، ولاسيما إذا كانت كثيرة، فيشعر وقتها بأنه مُحمَّل بأعباء كثيرة، ومسؤولية ضخمة، وأن تلك الواجبات، ستؤدي إلى غياب الفترات الترفيهية؛ فنجد الطفل يحاول الهروب من حل تلك الواجبات المدرسية". وعن حل تلك "الفوبيا" أوضحت الدكتورة هبة، أنه "من الضروري أن نعطي للطفل مكافأة عند عودته من المدرسة، ويجب أن نُعلِمَه أن تلك المكافأة؛ بسبب ذهابه إلى المدرسة مع أعطاء وعود بتكرار تلك المكافأة مرارًا وتكرارًا عند ذهابه إليها"، مشيرة إلى أنه "يجب التنسيق مع معلمه على ألا يعطيه كمًّا كبيرًا من الواجبات المدرسية، على يبدأ بشكل تدريجي في زيادتها حتى لا يشعر الطفل بالملل، كما يجب على الأم الجلوس مع طفلها في مكان مخصص للمذاكرة، ومساعدته على حل الواجبات الخاصة به، وإتباع نظام خاص في المذاكرة من خلال إعطائه راحة كل نصف ساعة حتى لا يشعر الطفل بالملل". وأشارت إلى أنه "من الضروري ألا يشاهد أحد من أفراد الأسرة التلفاز أمام الطفل أثناء استذكار الطفل دروسه، حتى لا يشعر بأنه محروم من تلك المتعة، ويجب أن يكون في نهاية الأسبوع وأثناء العطلة المدرسية، فترة راحة للطفل، حتى يستعيد نشاطه مع بداية الأسبوع"، موضحة أن "فوبيا الذهاب إلى المدرسة" رغم أنها مرض نفسي إلا أنه من السهل التغلب عليها، ولكن بشيء من التنظيم مع تغيير سلوك الطفل".