أكّد البروفسير زين العابدين عبد الرحيم كرار رئيس المجلس الطبِّيّ السّودانيّ، الذي أنشئ كهيئة دستوريّة مستقلّة عن كلّ أجهزة الدّولة، وآلت له بعض المهامّ التي كانت تقوم بها وزارة الصحة في السابق، في حوار خاصّ مع "العرب اليوم" أن المجلس الطبِّيّ السّودانيّ أنشئ بغرض حماية وتطوير والمحافظة على صحّة وسلامة الجمهور ورعاية مصالحه، وذلك بتأمين المستويات المناسبة في ممارسة الطب، والنّهوض بمستوى المهن الطبِّيّة، وهذا يدلّل على أن المجلس، معنيّ بتأمين سلامة الممارسة الطبِّيّة والجمهور، من خلال تأمين مستويات التعليم الطبِّيّ، والخدمة الطبِّيّة، وضبط أخلاقيات الممارسة، مضيفًا أن المجلس، هيئة مهنيّة مستقلة، يرفع أعماله إلى مجلس الوزراء، عبر وزارة العمل وتنمية الموارد البشرية والعمل. مشيرًا إلى أن المجلس معنيّ أيضًا بمراقبة تنفيذ معايير الأداء في المؤسسات الصحية، ثم المحاسبة، والنظر في الشكاوى المقدمة من الجمهور عبر لجان متخصصة، وأنّ المجلس يعمل على حفظ وإصدار سجل الأطبّاء، لكي يضمن للجمهور تلقي الخدمة عند طبيب معروف ومسجّل لدى المجلس. وذكر أن المجلس وبالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، يراقب ويتابع عملية تطوير مهنة الطب، والتأكد من مطابقة قبول الطلاب، في كليات الطب والصيدلة والأسنان للمعايير الداخلية والدولية بالإضافة إلى منح شهادة الممارسة الطبِّيّة للطبيب بعد فترة اختبار، تعقبها تقارير دقيقة وشفافة، تؤكد أن من يقوم بممارسة المهنة مؤهّل علميًّا ومعرفيًّا لذلك الدور، هذا بالإضافة إلى إنشاء الدليل القومي للأدوية الذي يحدد أنواع الأدوية المستعملة في السّودان، ومقدار الجرعات المعترف بها ودواعي استعمالها ليهتدي بها الأطباء. وعن الأخطاء الطبِّيّة، وإن كانت النسب مزعجة، أشار كرار إلى أنّ آخر إحصائية ودراسة قدمتها منظمة الصحة العالمية كانت في العام 2005م، شملت 4 آلاف ملف طبي للتعرف على الأخطاء الطبِّيّة، في 6 مستشفيات، وجاءت النسب مماثلة لما هو إقليمي وعالمي، وذكر أن عدد الشكاوى مرتبط بتزايد التعداد السكاني، وانتشار المؤسسات الطبِّيّة والعلاجية، وارتفاع مستوى الوعي إلا أنه عاد وأكد أنه بالنسبة للمجلس فإن أي عد من الشكاوى ولو كان قليلًا يؤخذ في الاعتبار. واختتم حديثه بالإشارة إلى أن المجلس يقوم بدوره كاملًا في التحقيق في الشكاوى للوصول إلى قرارات منصفة وعادلة،أو تنفيذ أحكامها بعدل وحزم، كما أن المجلس الطبِّيّ يعمل مع الشركاء في القطاع الصحي للعمل على تدارك الأخطاء قبل وقوعها.