الدكتورة أمينة أبوتاي

كشفت اختصاصية الأمراض الجلدية الدكتورة أمينة أبوتاي عن أنَّ مرض "الزونا" هو مرض فيروسي مؤلم، يعرف بظهور طفح جلدي على طول العصب المصاب، ويميز المنطقة المصابة وكأنها حزام بلون شديد الأحمرار، ومختلف عن بقية أجزاء الجسم.
وأكّدت أبوتاي، في حديث إلى "العرب اليوم"، أنَّ "المرض معدي ويصيب جميع الفئات العمرية، دون استثناء"، مشيرة إلى أنَّ "وجه الاختلاف يكمن في درجة الألم، الذي يأتي جراء الالتهابات الناجمة عن البثور تحت الجلد".
وبيّنت أنَّ "المرض ينتج عن فيروس يطلق عليه اسم  (Varicelle-zona)، وهو الفيروس المسبب للجدري، ويمكن لهذا الفيروس أن يظلّ مختبئًا في العقد العصبية، لمدة قد تصل إلى أعوام عدّة، وإذا ما تمَّ تنشيطه فإنه يتّخذ من الأعصاب خطًا له".
وأضافت "تكمن خطورته في أنه يعاود الظهور في أيّة لحظة، لاسيما إذا كان الشخص يعاني مرضًا معينًا، أو تعبًا شديدًا"، موضحة أنَّ "من مضاعفات هذا المرض الخطيرة أنه يمكن أن يؤدي إلى الإعاقة والتشوه، ويتسبب في التهابات جلدية، تنشأ عن طريق الإصابة بالبكتيريا في منطقة الطفح، أو مضاعفات في العين، وفي أسوء الحالات يؤدي إلى العمى، أو التهاب السحايا، وأحيانًا خلّلاً في السمع والتوازن".
وأوضحت أبوتاي أنَّ "مرض الزونا يظهر على شكل حويصلات تتبع مجرى العروق، ويمكنه أن يظهر في منطقة واحدة، مثلاً فوق الكتف، أو تحت الثدي، أو في اليد، وتكون في بعض الأحيان على جهة الفك الأعلى أو الأسفل، أو في الوجه، أو تحت الذقن، أو الرّقبة".
ولفتت إلى أنَّ "أسباب هذا الداء مختفلة، تظهر في بعض الأحيان في مراحل النقاهة بعد مرض معدٍ مثل حمى التيفوئيد، أو السل، أو الحصبة، كما يظهر عند الأشخاص المصابين بمرض السكري، أو الروماتيزم، وفي بعض الحالات يتسبب التوتر أو الحزن الشديد في ظهور هذا المرض".
وتابعت "الأعراض الأولية للمرض تشمل الصداع، والحمى، والتوعك، وهي غير محدّدة، لكن هناك بعض الأعراض الأخرى، التي يمكن أن تظهر على صورة ألم طفيف في الرأس، أو حويصلات تتحول إلى طفح جلدي أحمر، يتسبب في حكة، ويمكنه أن يستمر لأشهر أو أعوام حسب حالة المريض".
وفي ختام حديثها إلى "العرب اليوم"، أكّدت الدكتورة أنَّ "هذا المرض يمكن أن يصيب الأطفال الذين تجاوزت أعمارهم الثلاثة أعوام، غير أنه نادر في أوساطهم، مقارنه مع الكبار، الذين تكون مناعتهم ضعيفة"، كاشفة عن أنَّه "توصف عادة للمرضى أدوية مضادة للفيروس المسبب للمرض، ما يسمح بتقليص مدة ظهوره، وتخفيف شدة الألم، واختفاء البثور تدريجيًا"، مشيرة إلى أنّه "يستحسن ان يبتعد المريض عن الانفعالات النفسية، وتجنّب استعمال مستحضرات التجميل دون استشارة الطبيب".